قبل ساعات من افتتاحه.. أسرار المتحف المصري الكبير

مع بدء العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة، يزداد الحديث عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل حول أهمية الحدث المرتقب عالميا وسر خصوصيته ثقافيا وحضاريا.

وقالت الدكتورة أمنية صلاح، الباحثة في تاريخ الآثار والمحاضِرة بجامعة الإسكندرية، إن "المسلة المعلقة في مدخل المتحف تعد الأولى من نوعها في العالم، فهي تبرز عبر قاعدتها الشكل البيضاوي الذي يحيط باسم الملك رمسيس الثاني (الخرطوش)، والذي ظل متواريا طوال 3500 عام".

وأوضحت في منشور عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أن "كثيرين قرؤوا أن المتحف يمتد على مساحة أكثر من نصف مليون متر مربع، لكنهم لا يعرفون أن تلك المساحة تعد ضعفي واحد من أشهر متاحف العالم وهو متحف (اللوفر) بباريس، كما أنها تبلغ الضعفين والنصف مقارنة بالمتحف البريطاني".

ولفتت إلى أن "بهو المتحف شبه مُغطى ليماثل في ذلك بهو الأعمدة في المعابد المصرية القديمة، تلك المنطقة الانتقالية التي كانت تساعد المصلِّي أن يتأهب جسمانيا وروحانيا، فينتقل من صخب العالم الخارجي ومن أشعة الشمس المباشرة إلى الظل والهدوء".

وأضافت أن "سقف البهو مُغطى بخيوط معدنية متشابكة، بينها فراغات تسمح بإنارة طبيعية وغير مباشرة من ضوء الشمس، كما تسمح بحركة الهواء داخل المكان".

وأشارت الباحثة المصرية إلى أن "مقتنيات الملك توت عنخ أمون الذهبية التي تُعرض في المتحف كاملة للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، تضم 5 آلاف قطعة من كنوز الملك، أهمها: القناع وكرسي العرش وبعض المجوهرات والحلي والملابس، مع إضاءة مصمَّمة خصيصًا لتسليط الضوء على هذه المجموعة النادرة."

وشددت على أن "من أهم ما يميز المتحف هو توظيفه للتكنولوجيا الرقمية مثل العروض ثلاثية الأبعاد لتقديم تجربة تفاعلية للزائرين، مع لوحات شرح تفصيلية ورسوم توضيحية وعروض تفاعلية بحيث يتمكن الزائر بنفسه من ربط القطع الأثرية بأماكن اكتشافها في تجربة تفاعلية شيقة".

ونوهت بأن "قيمة المتحف لا تكمن فقط في آثاره، بل في رسالته، فهو مُعَد ليكون مركزًا علميًا مهمًا لعلماء الآثار حول العالم، كما يضم مكتبة ومراكز تعليمية وقاعات للمحاضرات والأنشطة، ليصبح بذلك منارة ثقافية للأجيال الجديدة".