"إس 300" ومسيرات إيرانية.. درع فنزويلا "الخفي" في وجه التهديد الأمريكي
تتمتع فنزويلا بجيش كبير نسبياً ضمن أميركا اللاتينية على صعيد الأرقام البشرية والمعدات التقليدية، إذ تظلّ قوة جوية وبرية وبحرية قائمة رغم تآكل القدرات اللوجستية وتردّي الاقتصاد الوطني.
التقديرات الحديثة تفيد بأن عدد القوّات المسلحة الفعلية تقارب 120 ألف عنصر مع آلاف إضافية في الحرس والاحتياط، وتصنيفات مؤشر القوة العسكرية تصنف الدولة في منتصف جدول الترتيب العالمي بفضل هذه الكتلة البشرية والمخزون السابق من التسليح.
العمود الفقري الجوي والدفاعات الرادعية
يبني سلاح الجو الفنزويلي ردعه على مقاتلات سوخوي-30 الروسية، وهي طائرات قادرة على مهام دفاعية وهجومية متقدمة وتحمل ذخائر طويلة المدى. إلى جانب ذلك، تُعد منظومات الدفاع الجوي من فئة إس-300 خطاً دفاعياً هامّاً يرفع كلفة أي غارة جوية على العمق الفنزويلي، خصوصاً إذا نجحت أنظمة الرصد والتكامل الجوي في العمل بكفاءة. ومع ذلك تواجه هذه الأنظمة قيود صيانة وقطع غيار جراء عقوبات وسنوات من التقشف، ما يؤثر على استدامتها في حالة صراع طويل.
الأسلحة الساحلية وصواريخ الجو-بحر
أصبحت القدرات المضادة للسفن أحد عناصر الردع الأكثر وضوحاً، وفقا للمحللين العسكريين. ومن هنا عرضت القوات الفنزويلية في عمليات تدريب مقاتلات سوخوي وهي تحمل صواريخ Kh-31 المضادة للسفن، وهي صواريخ تتميّز بسرعة عالية ونطاق إطلاق يجعلها تهديداً عملياً للسفن العاملة قرب الساحل. إضافة إلى ذلك، تشير تقارير مفتوحة إلى وجود بطاريات ساحلية ومنظومات صواريخ قادرة على حجز الممرات البحرية أو خلق نقاط عجز تكتيكية للمجموعات البحرية الكبيرة. هذه المجموعة من القدرات تحول أي عملية بحرية معادية إلى عملية مكلفة وخطيرة حتى في المياه الإقليمية القريبة من السواحل.
المسيرات والذخائر الانتحارية
على مدى السنوات الأخيرة دخلت منظومات الطائرات المسيّرة منظومة الدفاع الفنزويلية عبر تعاون تقني وتجاري مع دول مثل إيران، ما سمح بتشكيل أُسطول من المسيرات الاستطلاعية والـ"لوترينغ مينيشن" القادرة على ضرب أهداف بحرية وساحلية صغيرة بدقة كافية. ويرى خبراء الدفاع أن استخدام هذه المسيرات في المهمات الاستطلاعية وتوجيه الضربات المحددة يغيّر معادلات الرصد ويقلّل اعتماد كاراكاس على الطائرات المأهولة وحدها.
الميليشيات والـ"دفاع الشعبي" كقوة احتياطية
أعاد الرئيس مادورو تعبئة ميليشيا "الدفاع الوطني البوليفاري" ووسع سجلات المشاركة المدنية، فيما تروّج السلطة لأرقام عالية للمسجلين كوسيلة لردع العدو وخلق طبقة دفاع محلية قابلة للتعبئة.
هذه الكتلة ليست بديلة عن قوة نظامية متخصصة، لكنها تشكّل أداة قوة داخلية لردع إنزال أو عملية اختراق ساحلي أو لزعزعة عمليات هبوط صغيرة. في المقابل، ثمة شكوك واسعة لدى محللين حول مستوى التدريب والقدرة القتالية الحقيقية لهذه التشكيلات.
عناصر دعم خارجي ولوجستي
تواصل كاراكاس البحث عن دعم من روسيا والصين وإيران لتعويض مشكلات الصيانة والإلكترونيات والأنظمة السلبية (كالتشويش على تحديد المواقع وأنظمة الاستخبارات السلبي).
ويعتقد الخبراء العسكريون أن وصول قطع غيار أو أنظمة رادارية متقدمة أو شحنات مسيرات محسّنة قد يرفع فعالية المنظومات الحالية مؤقتاً، ما يجعل العلاقة الخارجية عنصراً محورياً في قدرة فنزويلا على المحافظة على ردع عملي.
لكن، تبقى المعوقات المادية واللوجستية ماثلة أمام القيادة الفنزويلية، بدءا بتقادم المعدات، عجز تمويل الصيانة، قصور سلسلات الإمداد، وتأثير العقوبات على شبكات الاستيراد الفني.
هذه العوامل تحدّ من قدرة كاراكاس على استدامة قتال طويل المدى أو على إعادة بناء قدرات بحرية بعيدة المدى. في المقابل، تظلّ الأدوات "غير المتماثلة" (صواريخ جو-بحر، بطاريات ساحلية، درونات، ميليشيات محلية) هي العنصر الذي يمكن أن يجعل أي رد أميركي ثمنياً وباهظ الكلفة.
                       
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|