بالفيديو والصور- انطلاق المرحلة الحادية عشرة من خطة الحكومة لعودة النازحين السوريين
فصائل الحشد الشعبي تتحضّر لضربة إسرائيلية.. ما السيناريوهات المحتملة؟
كشفت مصادر متقاطعة عراقية وسورية أن عدداً من تشكيلات الحشد الشعبي العراقية شرعت في الأيام الماضية بتنفيذ تغييرات لوجستية وتكتيكية قرب منطقة القائم – البوكمال على الحدود العراقية-السورية، في ما يبدو استعدادا محتملا لضربة إسرائيلية تستهدفها أو تستبق نشاطها.
وبحسب مصادر عراقية تحدثت إلى "إرم نيوز"، فإن فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي المدعوم من إيران، قامت بتبديل مواقع وحدات الدعم الفني والاتصالات التابعة لها، مع نقل بعض القوافل إلى مسارات ترابية ليلية بعيدا عن النقاط الحدودية المعروفة.
وذكرت المصادر أن الفصائل عمدت إلى استخدام مستودعات متنقلة أو مبردة ضمن شاحنات، كغطاء لحركة إمداد تُخفي طبيعتها الحقيقية، في ظل توقع أن تكون خطوط الإمداد هدفا رئيسا لأي ضربة مقبلة. كما قامت بتجهيز نقاط تمويه على أسطح منشآت غير سكنية قرب الشريط الحدودي، ونثر ألواح معدنية وركائز زاوية، مرجحة أن يكون الغرض منها هو التخفي أو تشتيت استهداف طائرات مسيّرة أو مكوّنات استطلاع.
من جهتها، قالت مصادر سورية مطلعة على طبيعة التحركات قرب الحدود مع العراق، في تصريحات لـ "إرم نيوز" إن المناطق القريبة من الحدود السورية تشهد تحركات ملحوظة للفصائل التابعة لإيران، مشيرة إلى أن آخر ما قامت به هذه الفصائل هو رفع أعلام عراقية بدل راياتها الفصائلية على مقاطع الطريق المواجه للشريط الحدودي.
المصادر العراقية والسورية قرأت هذه التحركات التي تقوم بها الميليشيات العراقية باعتبارها "رسالة تهدئة" موجهة للخارج، لكنها في الوقت ذاته تشير إلى "حساسية المنطقة" واستعدادات لعمليات محتملة. وأوضحت أن هذا النشاط المستجد لا يُفهم باعتباره "تموضعاً هجومياً" بقدر ما هو استباقي دفاعي / وقائي؛ أي أن الفصائل تستعد لامتصاص ضربة محتملة أو لتقليص الخسائر إذا ما اختارت إسرائيل تنفيذ ضربة موجهة.
الدوافع الإسرائيلية وسيناريوهات الضربة
تشير تحليلات غربية وإسرائيلية إلى أن ما يدفع إسرائيل للتركيز على العراق هو ما تصفه بـ "تحول استراتيجي"؛ فالعراق بات يُنظر إليه كبوابة لحركة إيرانية ـ لوجستية متجهة نحو سوريا ولبنان؛ ما يشكل تهديدا لمسار الإمداد الذي يدعم حزب الله في لبنان، ومن ثم ضربه يُعد جزءا من استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني.
وتلفت المصادر إلى خروج تقارير إسرائيلية تغذي التوجه لضرب ميليشيات الحشد الشعبي، وآخرها تقرير يقول إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية رصدت زيارات ميدانية رفيعة المستوى لقادة "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى العراق، وعمليات نقل صواريخ وطائرات مسيّرة حديثة إلى ميليشيات عراقية.
وفي ضوء ذلك، تتوقع المصادر العراقية ثلاثة سيناريوهات لضربات إسرائيلية محتملة ضد ميليشيات الحشد الشعبي: الأول يقوم على تنفيذ ضربات مبكرة تستهدف الفصائل العراقية قبل ضرب إيران المتوقع، لقطع السلسلة اللوجستية وتقليص خيارات طهران. والثاني يقوم على تنفيذ ضربات لاحقة للفصائل العراقية ـ بعد تحرك إيراني أو استهداف مباشر لإيران ـ لتكون مرحلة مكملة. فيما الخيار الثالث هو ضربات منفصلة بمعزل عن إيران، يُفترض أن تستهدف الفصائل العراقية مباشرة من دون فتح جبهة ضخمة مع طهران، بدافع تكتيكي فوري.
وفقا للمصادر، ترجح المؤشرات الحالية اعتماد السيناريو الثالث؛ بمعنى تنفيذ ضربة مفاجئة وموجزة ضد الفصائل العراقية، تحت ذريعة "ردع مباشر"، مع أدنى اشتباك محتمل مع إيران نفسها. هذا التقدير مدعوم بتحذيرات أمريكية لبغداد وحملات إعلامية إسرائيلية نحو العراق.
ماذا يجري عند "القائم - البوكمال"؟
وفقا لمصادر سورية وعراقية، فإن منطقة القائم–البوكمال تُعدّ محوراً حيوياً؛ فهي النقطة البرية بين العراق وسوريا التي تمثّل ممرا لوجستيا أساسيا للفصائل العراقية والربط السوري نحو لبنان. وبالتالي فإن التحركات هناك ليست "نشاطا عابرا"، وتشمل تعزيزات محدودة داخل الأنبار العراقية تتجه نحو الغرب (باتجاه القائم)، وتمثل تعزيز دعم لوجستي أو احتياطي، وليس بالضرورة هجوما فوريا، مع رفع حالة التأهّب في الوحدات المكلّفة بفتح المعابر وتأمين خطوط النقل، مع احتمالية الانتقال إلى "خطة بديلة" تستخدم مسارات خلفية داخل الصحراء العراقية لتفادي الاستهداف.
المؤشرات الميدانية تفيد وفقا للمصادر بأن أحد الأهداف ليس الهجوم بقدر ما هو تثبيت موقع دفاعي أمام أي ضربة، ومحاولة "توزيع" الأعباء بخفض تركيز القوافل عند نقاط معروفة ضمن الشريط الحدودي.
وهذه المعطيات تدلّ، كما تؤكد المصادر، على أن الفصائل تدرك حساسية المنطقة وتعمل على "تشكيل حماية" لنفسها، بانتظار اللحظة الحاسمة أو استباقيا لتقليص الخسائر.
ما هي الحدود المتوقعة للردّ؟
تقول المصادر العراقية إنه في حال شنّت إسرائيل ضربة، من المتوقع أن يكون الردّ العراقي عبر الفصائل محسوبا ومحدودا، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن الفصائل العراقية تدرك أن مواجهة شاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة ستكون مكلفة جدا، وقد تضعها أيضا في مواجهة الحكومة العراقية نفسها، التي تحاول الابتعاد عن التصعيد. ومن هنا فضلت الفصائل الاحتفاظ بخياراتها بدلا من الدخول في حرب مفتوحة.
أما عن الخيارات العسكرية للفصائل العراقية، فإنها رغم التحسينات، لا تزال أقل قدرة من جبهات مثل لبنان أو اليمن، وبالتالي فإن الردّ قد يقتصر على مسيّرات أو صواريخ قصيرة المدى أو ضربات رمزية على مواقع للتحالف الدولي أو القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وتضيف المصادر عامل ضبط إضافي على الفصائل، وهو أن بغداد مطالبة، رسميا ودوليا، بمنع استخدام أراضيها من قبل الميليشيات ضد جيرانها. إذاً، سقف التصعيد المُرجح هو "كرّ وفرّ" محدود، مع تجنّب فتيل مواجهة شاملة.
خيارات "ما بعد الضربة"
تتوقع المصادر أنه، إذا تمّ تنفيذ الضربة، فمن المتوقع أن تلجأ إسرائيل إلى تبنّي عمليات استخبارية جوية دقيقة تستهدف "نقاط ضعف" في الشبكة اللوجستية، وليس فتح جبهة واسعة. وكذلك فرض شروط على بغداد والضغط عبر واشنطن، بأن تمنع الفصائل من الانتقام العلني.
كما ستعمد إسرائيل إلى مراقبة ردود الفعل من طهران، فإذا ردّت إيران مباشرة، قد تفتح مرحلة ثانية لتشمل البنى العراقية.
أما في الجانب العراقي، فترجح المصادر أن تعمل الفصائل على تشتيت خطوط الإمداد والاعتماد أكثر على الشبكات الداخلية داخل العراق بعيداً عن الحدود.
كما يمكن أن تستخدم الفصائل "الرد الانتقائي" كأداة ردع، مع تجنّب استنزاف مواردها أو تحفيز الحكومة على قمعها، لإدراكها أن أي ردّ كبير قد يدفع بغداد أو واشنطن لقمعها أو فرض عقوبات إضافية، وفقا للمصادر العراقية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|