واشنطن للبنان: لإلغاء عقيدة الجيش القتالية لبنان

على وقع احياء العيد الـ 82 للإستقلال حيث شكلت الاشادة بالدور الذي يقوم به الجيش على اكثر من مستوى لا سيما في الجنوب، لا يزال موضوع الغاء زيارة العماد رودولف هيكل الى واشنطن يتفاعل، وتكثر القراءات حوله.
وفي هذا السياق، رأى مرجع وزاري ان المطلوب اميركيا تغيير عقدية الجيش التي ارساها الرئيس الاسبق اميل لحود حين كان قائدا للجيش في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والتي تركزت على المقاومة والقتال الموجه ضد العدو الاوحد للبنان اي الإسرائيلي. وبالتالي الاعتراض ليس على بيان واحد للجيش بل كل البيانات التي تدين الاعتداءات والخروقات وتتضمن عبارة "العدو الاسرائيلي"، اذ يبدو انه بالنسبة للأميركي لم يعد مقبولا ان يصدر الجيش اللبناني الذي يعتبر حليفا له هذا النوع من البيانات.

ورأى المرجع انه ليس بعيدا عن هذا الجو، جاء طرح الموفد الاميركي توم براك بان يبادر رئيس الجمهورية جوزاف عون للاتصال برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، حين قال مطلع الشهر الجاري: "إنّ رئيس الولايات المتحدة يتصل ببوتين، ويتصل بالرئيس الصيني، أفلا يستطيع الرئيس عون أن يرفع السماعة ويتحدث إلى نتنياهو ويقول له: كفى، لنضع حدًّا لهذا العبث، ولنُنهِ هذه الفوضى؟".

واضاف المرجع: علما ان التفاوض المطروح لبنانيا، انطلاقا من مواقف الرئيس جوزاف عون يستند اولا الى المبادرة العربية للسلام، ويعتمد على تطوير عمل لجنة الميكانيزم وتطعيمها بخبراء مدنيين.

وردا على سؤال، رجح المرجع ان يكون لبنان امام مرحلة صعبة، قد لا تكون على المستوى العسكري فقط، بل من خلال ممارسة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على مؤسسات الدولة، ويبدو ان الاشارة الاولى تمثلت بالضغط الاميركي على الجيش.

لكن المرجع عينه، ابدى تخوفه من تدرج الأزمة مع اسرائيل، فتعتبر لبنان ككل هدفا لها وليس فقط حزب الله. وفي السياق عينه ابدى خشيته من الحصار على الجيش، فعندها قد يكون عاجزا عن تسيير آلياته ومروحياته في حال توقف الدعم الاميركي.

وختم مشددا على ان لدى رئيس الجمهورية رؤية ويريد ان يحقق الانجازات لكنه محاصر بالدستور والطائف.