جعجع يصعّد: "الوشاية" رواية ساذجة… وتصويب جديد على الرئيس عون

تواصل قضية ما يُسمّى بـ“الوشايات إلى الأميركيين” إشعال السجال السياسي في لبنان، بعدما جدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون موقفه خلال لقائه نقابة المحررين، معتبرًا أنّ “بعض اللبنانيين الذين يزورون أميركا ويتبادلون الاتهامات وينقلون روايات مغلوطة هم من يسيئون إلى بلدهم”، ناقلًا عن مسؤولين أميركيين أنّ “اللبنانيين لا يرحمون أنفسهم”. هذا التصريح أعاد إطلاق النقاش حول الأطراف التي تنقل معلومات إلى الخارج وتأثير ذلك على صورة الدولة.

وفي المقابل، صعّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع موقفه منتقدًا بشكل مباشر طرح الرئيس عون. ففي مقابلة مطوّلة مع قناة “القاهرة الإخبارية” في معراب، اعتبر جعجع أنّ الحديث عن “الوشايات” لا يقوم على منطق سياسي، قائلاً:

“كنت أتمنى ألّا يصدر أيّ حديث من هذا القبيل عن أيّ مسؤول لبناني… هل من المعقول أن يكون الأميركيون جالسين هناك ينتظرون أن يمرّ أحد من لبنان ليقول لهم: هذا هكذا وهذا هكذا؟ هذه سذاجة كبيرة”.

وجاء كلام جعجع ردًّا على سؤال حول ما يتداوله البعض عن أطراف “تشتكي” الدولة اللبنانية إلى الأميركيين وتحمّلها مسؤولياتها. وقال:

“أعتقد أنّ الأميركيين يعرفون ما يحدث في لبنان أكثر مني أنا. مثلاً، أنا لم أكن أعرف أين كان السيد حسن نصرالله – رحمه الله – وهم بالتأكيد كانوا يعرفون أين هو موجود، وماذا يفعل هذا وذاك”.

وأشار جعجع إلى أنّ إثارة ملف “الوشايات” ليست سوى محاولة “لتشتيت التركيز ونقل النقاش من موقعه الحقيقي إلى سجالات جانبية”. وأضاف أنّ “كلّ العالم يعرف ما يجري في لبنان؛ الأميركيون، والدول العربية والخليج، والأوروبيون… ولا أحد يحتاج إلى وشاية ليعرف الواقع”.

ورأى جعجع أنّ الخطاب الذي يروّج لمفهوم “الوشاة” يعكس حاجة بعض الأطراف إلى “اختلاق أعداء وهميين لإلقاء اللوم عليهم”، قائلاً:

“هم دائمًا بحاجة إلى عدوّ أو متنفس، وكأنّ الأميركيين لا يملكون أدواتهم الخاصة لمعرفة ما يحدث، أو كأن الضباط الأميركيين الموجودين في لبنان لا يعرفون أكثر منا جميعًا”.

وبين موقفَي عون وجعجع، يتواصل التصعيد السياسي حول العلاقات مع واشنطن، في مشهد يعكس حجم الانقسام الداخلي وعمق التباينات حول كيفية إدارة الملف الخارجي في المرحلة الراهنة.