عربي ودولي

ماكرون: خطة ترامب حول أوكرانيا تحتاج إلى إعادة نظر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن خطة السلام الأميركية التي قدمها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا تشكل "أساساً جيداً للعمل"، لكنها تحتاج إلى إعادة نظر واسعة بمشاركة الأوروبيين، مؤكداً أن عناصر جوهرية في المقترح الأميركي تقع ضمن مسؤوليات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وأضاف ماكرون، خلال حديثه لوسائل الإعلام على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، أن الخطة "تطرح أفكاراً مألوفة ومهمة في قضايا السيادة وضمانات الأمن"، لكنها وُضعت "من دون التشاور مع الأوروبيين"، رغم أن تنفيذ بنود مركزية فيها—مثل التعامل مع الأصول الروسية المجمدة والتكامل الأوروبي لأوكرانيا—يبقى بيد العواصم الأوروبية.

وشدد على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يتضمن ضمانات أمنية "تمنع ترسيخ فكرة أن الجرائم ضد الشعوب والدول يمكن مكافأتها أو التغاضي عنها". وأثار خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حذر فيه من خيار "المساس بالكرامة أو فقدان شريك رئيسي"، حراكاً أوسع داخل القمة، حيث أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن خسارة أوكرانيا للحرب "ستغير وجه القارة الأوروبية بأكملها" وأن على الأوروبيين التحرك بوحدة وموقف ثابت.

أوروبا تدرس خطة ترامب

وفي اجتماع مشترك على هامش القمة، بحث قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج المسودة الأميركية المؤلفة من 28 بنداً، مؤكدين في بيان جماعي أنها "تتضمن عناصر ضرورية لتحقيق سلام عادل ودائم"، لكنها تحتاج إلى عمل إضافي لتصبح مقبولة على المستوى الأوروبي والأوكراني.

واتفق القادة على إرسال مستشاري الأمن القومي من دول E3 "فرنسا، بريطانيا، ألمانيا"، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا، إلى اجتماع حاسم في جنيف يوم الأحد، على أن تنضم إيطاليا بوفد رسمي.

ويأتي الاجتماع في محاولة لتنسيق رد مشترك على الطلب المباشر للرئيس الأميركي دونالد ترامب بقبول الخطة قبل مهلة الخميس. وتباينت مواقف الدول بين الترحيب بمحاولة واشنطن إنهاء الحرب وبين التحفظ على بنود اعتبرتها كييف غير مقبولة، خصوصاً التنازلات الإقليمية والقيود العسكرية المقترحة.

وفي المقابل، قال مصدر حكومي ألماني إن اجتماعاً جرى في قاعة "الأسد" داخل مقر القمة بين ماكرون وميرتس، حيث حاول الزعيمان "تبني روح حازمة" للدفع نحو تعديلات تضمن مصالح كييف ولا تثير مواجهة مباشرة مع واشنطن.

مهلة نهائية وتلويح بوقف الدعم

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صعّد، من ضغوطه على كييف قائلاً إن على زيلينسكي توقيع الخطة قبل عطلة عيد الشكر، وإن "عليه أن يتقبل ما لم يتقبله سابقاً"، ملوحاً بأنه في حال الرفض "سيواصل الأوكرانيون القتال"، فيما نقلت مصادر دبلوماسية أن واشنطن حذرت كييف من احتمال تقليص المساعدات العسكرية إذا لم توافق على المقترحات. وتشمل المسودة الأميركية التنازل عن أراضٍ في شرق أوكرانيا، والاعتراف الروسي بالقرم، والقبول بقيود على حجم الجيش وتسليحه، والتخلّي عن هدف الانضمام للناتو. وأكد زيلينسكي أن "كرامة الأوكرانيين وحريتهم" خط أحمر لن يتجاوزه، داعياً شعبه للوحدة في هذه اللحظة الحساسة.

وفي الوقت نفسه، قالت دول غربية في بيان مشترك إن قيود الخطة المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية ستجعل كييف "عرضة لهجوم مستقبلي"، وإن أي بنود تخص الناتو أو الاتحاد الأوروبي "تتطلّب موافقة الدول المعنية، ولا يمكن تمريرها بقرار أميركي منفرد". أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأشاد بالخطة قائلاً إنها "أساس لحل مستقبلي"، وهو ما اعتبره باحثون في مؤسسة كارنيغي إشارة إلى رغبة موسكو بإضافة مزيد من الشروط المتشددة، مع توقع أن يكون الأسبوع المقبل "أسبوع الحسم".

اجتماع سري مع مبعوث روسي

وكشفت مصادر أميركية وأوروبية عن تفاصيل اجتماع سري عقد في ميامي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، مع كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، الخاضع للعقوبات الأميركية منذ 2022.

وقالت المصادر لوكالة "رويترز"، إن الاجتماع ساهم في صياغة النقاط الأساسية في الخطة الأميركية، وإن الوثيقة التي نُشرت لاحقاً عبر "أكسيوس" فاجأت مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي، حيث لم يُطلع كبار المسؤولين عليها، بمن فيهم مبعوث أوكرانيا كيث كيلوج. كما أجيزت مشاركة دميترييف باستثناء خاص لدخوله الأراضي الأميركية.

وأفاد مسؤولون بأن الحكومة الأميركية سلّمت الخطة لأوكرانيا عبر تركيا قبل الإعلان عنها في كييف. ومع توالي التسريبات، عبّر نواب ومسؤولون في الكونغرس عن خشيتهم من أن تكون الخطة "منحازة للمصالح الروسية". وانتقد السيناتور روجر ويكر البنود التي تلزم أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ لصالح "أحد أفظع مجرمي الحرب"، على حد وصفه.

وأبدى خبراء مخاوف من أن يكون دميترييف—الذي لعب سابقاً أدواراً سرية في أزمات 2017 و2020—قد دفع باتجاه إدراج مطالب روسية داخل المسودة. وكشفت تقارير أن دميترييف اجتمع أيضاً بالنائبة الأميركية آنا لونا لمناقشة "تعزيز العلاقات التجارية"، في لقاء أثار جدلاً إضافياً بعدما ظهرت لونا وهي تتلقى هدية تحمل صورة بوتين على غلاف شوكولاتة.

وأوضحت بيانات عامة أن الاجتماع جرى في فندق "فاينا" بميامي، المملوك لشركة يديرها الملياردير لين بلافاتنيك، الذي تربطه علاقات أعمال سابقة مع شخصيات روسية خاضعة للعقوبات.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا