الصحافة

رد الحزب على استفزاز اسرائيل: اليوم بالكلمة وغداً بالسلاح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يوماً بعد يوم، تكشف اسرائيل زيف ادعاءاتها وكذبها بالنسبة الى ​حزب الله​ وتحضيراته العسكرية، والاعتداء الاخير على الضاحية الجنوبية اثبت بما لا يقبل الشك، ان كل ما قاله ويقوله المسؤولون الاسرائيليون، هو كذب ورياء، حتى ان وسائل الاعلام الاسرائيلية كانت تروّج لتحضيرات للرد العسكري للحزب على الاعتداءات التي لم يعد هناك من سقف لها، الى ان فضح المسؤولون الاسرائيليون انفسهم عندما اكدوا بعد دقائق فقط من العملية، ان لا حاجة لسكان الشمال لاخذ تدابير حيطة او تغيير عاداتهم اليومية، ما يعني ان كل ما قيل عن تحضيرات لرد من حزب الله هو كلام فارغ يراد به تبرير الاعتداءات، علماً انهم لم يعودوا بحاجة الى تبريرات، ولكن ارضاء لبعض الاشخاص فقط، وتأكيداً على عدم وجود قرار دولي بأن يكون العدوان اكثر شمولية كما كان من قبل.

حصيلة هذه المعطيات هي ان الاداراة الاميركية لا تزال على قرارها بعدم شدّ الرسن على الاسرائيليين، اي بمعنى آخر تركهم "يتعنترون" كما يريدون، لتصعيد الضغط على لبنان لاجباره على السير على الخطى السورية الحالية، ولعلمهم ان اسرائيل لن تكون في خطر عسكري، كما ان النتيجة هي مواصلة اضعاف الحزب عبر الاغتيالات التي سقط له فيها منذ وقف العمليات العسكرية اكثر مما سقط له خلال المواجهات الميدانية...

بثت اسرائيل القلق في نفوس البعض من ان الحزب سيعمد الى الرد، بعد ان كانت روّجت قبل اسابيع عبر وسائل اعلام اسرائيلية واجنبية، ان قدرات الحزب تتنامى وان الاموال والاسلحة تصله من كلل دون انقطاع، وانه يعيد بناء نفسه بشكل سريع تحضيراً للمواجهة الثانية المرتقبة، فيما اثبتت الوقائع ان الحزب بات يعتمد مقولة "اليوم نقداً وغداً دين" انما بعبارات اخرى عن الرد هي: "اليوم بالكلمة وغداً بالسلاح"، لتبقى المقولة صالحة فقط لليوم، الى ان يأتي الغد في يوم من الايام... ولا يمكن وضع موقف الحزب هذا في خانة الضعف، انما في خانة الواقع، فهو لم يعد قادر عسكرياً على الرد، وهذا ما نقل على لسان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون (وفق ما ذكره موقع "اساس ميديا" قبل ان يحذف المقال المذكور، انما بعد ان فعل فعله)، وما توحي به الوقائع الميدانيّة، فالاستهداف يومي والخسائر البشرية من الصعب تعويضها، والاختراقات على ما يبدو لا تزال على حالها في هيكليّة الحزب ومحيطه، فكيف له ان يردّ بقساوة اذا كان يواجه كل هذه المشاكل في الوقت نفسه، والاهم من كل ذلك، غياب المحرّك والعقل المدبّر لكل الامور اي الامين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله؟.

من السهل الكلام وانتقاد الحزب على عدم الرد، ومن السهل للحزب ان يرد ويقول انه ينتظر "اللحظة المناسبة"، ولكن ليس من السهل تكذيب الوقائع، ولا شك ان حزب الله لم يواجه منذ اكثر من اربعين عاماً، حالة كالتي يواجهها اليوم، فهو اعتاد على مخاطبة اسرائيل بندّية، والجميع يذكر ما قاله السيد نصر الله في خضم الحرب الاخيرة، من ان بيروت مقابل تلّ ابيب، وغيرها من الامور... وهو ما لم يعد في اليد، ومع غياب الرد الفعلي للحزب، يبقى الكلام عن وجوب نزع السلاح ضماناً لاستقرار اسرائيل، مجرد ذريعة لوضع لبنان على طاولة المفاوضات المباشرة، ولجعل الحزب يعترف علناً بأنه لم يعد قادراً على المقاومة العسكرية، بل فقط ​المقاومة السياسية​ والمعنوية، الى ان تنقلب الامور وتتغير المعطيات، وهو امر ليس هناك اي دليل على انه سيكون في المستقبل القريب.

طوني خوري -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا