السيستاني يدخل على خطّ الأزمة اللبنانية: رسالة تحذير إلى طهران لحماية شيعة لبنان

كشفت مصادر متابعة لـ«الجريدة» عن تحرّك غير مسبوق للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، مرتبط مباشرة بالوضع اللبناني.

وبحسب هذه المصادر، بعث السيستاني أخيراً رسالة إلى إيران ركّز فيها على حساسية المرحلة التي تمرّ بها الطائفة الشيعية في لبنان، محذّراً من أن الظروف الراهنة باتت «حرجة جداً» وتتطلب حماية عاجلة.

أشارت رسالة السيستاني إلى أنه لا يجوز ترك المجتمع الشيعي اللبناني عرضة لحرب جديدة، لما قد يترتب على أي مواجهة من موجات تهجير إضافية، وتدهور في أمن القرى والبلدات، وتعاظم هشاشة البيئة الاجتماعية التي أنهكتها الحرب طوال الأشهر الماضية.

زيارة خليل إلى طهران: تقاطع كامل مع مضمون الرسالة

تزامن تحرّك السيستاني مع زيارة قام بها علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى إيران، حيث شارك في مؤتمر رسمي وأجرى لقاءات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ووزير الخارجية عباس عراقجي.

وبحسب المعطيات، فإن ما طرحه خليل أمام المسؤولين الإيرانيين جاء متطابقاً مع مضمون رسالة السيستاني، إذ شدد على ضرورة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشه شيعة لبنان، في ظل الضغوط المتزايدة والدمار الواسع، وخصوصاً مع استمرار تعذّر عودة عدد كبير من العائلات إلى منازلها.

دعوة لتجنّب الحرب ورسم ملامح المرحلة المقبلة

وأكد خليل خلال لقاءاته أهمية بذل كل الجهود الممكنة لمنع اندلاع حرب جديدة، والعمل على صياغة رؤية واضحة للمرحلة المقبلة بما يضمن الحد الأدنى من الحماية السياسية والأمنية للطائفة.

ردّ إيراني ملتبس: سيادة للبنان… وانتظار المشهد الإقليمي

وبحسب المعلومات، فإن طهران قدّمت ردّاً ملتبساً على طروحات خليل.

فمن جهة، أكد المسؤولون الإيرانيون أن القرار المتعلق بالتفاوض مع إسرائيل هو قرار لبناني سيادي بالكامل، وعلى اللبنانيين وحدهم تحديد خياراتهم.

لكن من جهة ثانية، كان الموقف الإيراني صارماً في التأكيد أن التفاوض الجدي لم يبدأ بعد، وأن أي استعجال غير مطلوب، باعتبار أن بالإمكان الصمود وانتظار اتضاح مسار الإقليم.

كما شدد المسؤولون على ضرورة عدم تقديم أي تنازلات إضافية، معتبرين أن إسرائيل تستغل كل بادرة إيجابية من الجانب اللبناني لرفع سقف شروطها.