السلاح الفلسطيني سقط غطاؤه واللبناني ينتظر واشنطن وطهران
بلغ التصعيد الإسرائيلي العسكري ذروته بقصف مخيم عين الحلوة الذي اعقبه تصريح لوزير الدفاع يسرائيل كاتس قال فيه لم تعد هناك اعتبارات إنسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان محملاً الحكومة اللبنانية مسؤولية وجود شبكات إرهابية في المخيمات تصنف انها للاجئين وقد اعطينا الأوامر لتحييدها . الامر طرح اكثر من علامة استفهام وتساؤل ما اذا كانت تل ابيب عازمة على مواصلة قصفها للمخيمات لدفع الفلسطينيين الى اخلائها الى مناطق أخرى خارج الجنوب او تنفيذ عمليات انزال خصوصا في عين الحلوة المعقل الرئيسي لحركة حماس ولفصائل إسلامية متشددة . الموضوع أعاد ملف السلاح الفلسطيني الى دائرة الاهتمام القصوى خصوصا ان العملية الإسرائيلية اثارت استياء فلسطينيا واسعا نتيجة استخدام حماس المخيمات دروعا بشرية ومنصات لتحركها العسكري . علما ان حماس رفضت الالتزام بقرار الحكومة جمع السلاح المدعوم من السلطة الفلسطينية . وهي بحسب المؤشرات بصدد تفعيل نشاطها الميداني في الداخل اللبناني ما يعرضها ولبنان لمزيد من الضربات الإسرائيلية .
النائب اديب عبد المسيح يقول لـ "المركزية" ان قرار تسليم السلاح الفلسطيني للجيش اللبناني اتخذ ولكن رغبة رئيس الجمهورية ان تتم عملية تفكيك السلاح غير الشرعي من التنظيمات اللبنانية والفلسطينية خطوة خطوة على طريقة الموت البطيء ، علما ان الكثيرين ونحن منهم نتمناه موتا مفاجئا . موضوع السلاح برمته الذي لطالما حظي بحمايات وغطاءات داخلية وخارجية سقطت عنه اليوم. الرئيس الفلسطيني محمود عباس حضر الى بيروت ليبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ذلك وليؤكد التزام اللاجئين القوانين والقرارات اللبنانية . الجيش اللبناني قادر ولاشك على نزع كل سلاح غير شرعي لكن هل المطلوب فتنة داخلية او نهر بارد جديدا والمزيد من الشهداء العسكريين ، علما انه يجب الا ننسى ان موقف الدولة اليوم ضعيف ولا يسمح بالعنتريات والمواقف المتهورة غير المحسوبة، سابقا القوات الإسرائيلية والسورية وحتى الفلسطينية سيطرت على بيروت لكنها عادت وانسحبت . اليوم تعيد الدولة بناء مؤسساتها وإزالة ما تبقى من تراكمات المراحل السابقة مع تجنب ما رافق تلك المراحل من فتن واحداث داخلية بدءا من الحرب اللبنانية – الفلسطينية الى الحرب اللبنانية – اللبنانية وحرب الجبل وما بينهما من متفرقات كالسورية – اللبنانية و7 أيار وغيرهما . كل هذه المشهدية الأليمة يحاول الرئيس عون تلافيها وتحقيق المراد من دون سفك الدماء . الأمور تتقدم لكن مخلفات السنوات الأربعين الماضية لايمكن ازالتها بشهر او سنة . تتطلب سنوات من العمل الدؤوب والجاد . هذا لا يفقه المجتمع الدولي الذي يريد وضع الدولة في مواجهة عسكرية مع حزب الله الرافض التخلي عن دولته وتسليم سلاحه الذي انتفت وظيفته وبات مجرد ذريعة لإسرائيل للمضي في استهدافها للبنان والضغط عليه عسكريا وسياسيا عبر الخارج . الرهان اليوم على عودة المفاوضات الاميركية – الإيرانية التي قد تحمل حلولا سلمية للكثير من ملفات المنطقة ومنها بالطبع الملف اللبناني العالق بين فكي كماشة طرفاها حزب الله وإسرائيل .
يوسف فارس - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|