تفلّت أمني غير مسبوق… سوريا : إعلان حالة طوارئ ضرورة عاجلة!
تظاهر مئات الأشخاص، يوم أمس الثلاثاء، في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، التي يقطن غالبيتها أقلية الطائفة العلوية، بالإضافة إلى مناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، احتجاجًا على اعتداءات استهدفت الأقلية مؤخرًا. لكن السؤال الأهم: لماذا تتكرر هذه الانفجارات الطائفية والتوترات بين المكوّنات السورية؟
في هذا الإطار، رأى عضو مؤتمر الحوار الوطني جمال درويش، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "ما يحصل يعود لنفس الأسباب لما حدث سابقًا، مثل ظهور شريط فيديو من السويداء، منسوب إلى شيخ درزي، المتهم بإشعال أحداث جرمانة وأحداث صحنايا ومنطقة السويداء. كل ذلك خلق فجوة كبيرة من فقدان الثقة بين مكوّنات السلطة نفسها، فضلًا عن بقية مكوّنات المجتمع".
وأضاف: "ما حصل في حمص قبل يومين — مقتل رجل وزوجته من عشيرة بني خالد والعثور على شعارات طائفية قرب الجثتين — يدخل في السياق نفسه".
لكن السؤال الأهم: لماذا تتكرّر هذه التداعيات اليوم في المشهد السوري؟ قال درويش: "أعتقد أن السبب الأساسي هو غياب الإصلاح السياسي الحقيقي في سوريا. على مدى سنة كاملة، لم نر أي صورة حقيقية لإعادة تنظيم العلاقة بين السلطة وبقية المكوّنات السورية".
وأوضح: "الإصلاح السياسي، كما أراه، يبدأ من مشاركة سياسية حقيقية لمعظم المكوّنات، يليها بناء مؤسسات دولة شفافة قادرة على محاسبة السلطة الحاكمة، ثم تداول السلطة لمنع احتكارها وإعادة إنتاج المركزية المطلقة والاستبداد".
وتابع: "هذا يرتبط مباشرة بالمادة 36 من الإعلان الدستوري التي حصرت الصلاحيات بيد السلطة التنفيذية. هذه الأسباب، كما جاء في النص، أدت إلى هذا الانهيار الكبير الذي نعيشه اليوم في مسارات العمل السياسي".
وأكد درويش أن السلطة اليوم لا تمتلك رؤية واضحة لانتقال ديمقراطي في سوريا: "عام كامل مضى على الحديث عن انتقال سياسي، ولم نسمع يومًا كلمة 'ديمقراطية'. العملية السياسية اليوم تجري بعقلية الجماعات المستوردة من إدلب، التي كانت تدار بعقلية الجماعات الإسلامية، وأراها الآن تُطبّق على دمشق بنفس المنطق".
وعن المطلوب من السلطة لتجاوز هذا الانهيار، قال: "برأيي، تجريم الخطاب الطائفي المتصاعد، الذي بدأ يؤثر بين المكوّنات السورية، ومن ثم تفعيل مبدأ العدالة الانتقالية لتجاوز الحالة الثأرية".
وأشار إلى أن "المكوّن السني تعرّض لسنوات من التهميش والتنمر، لكن ذلك لا يجيز له اليوم أن يمارس نفس المظلومية والتنمر ذاته على بقية المكوّنات. لا يمكن مواجهة الظلم بإعادة إنتاجه".
واقترح من وجهة نظره "إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، بهدف جمع السلاح المنفلت وغير المرخّص، لأن استمرارنا ضمن مقاربة تركز على النتائج فقط وتهمل معالجة الأسباب غير مجدٍ".
وأضاف: "الأسباب واضحة: اليوم، وللأسف، أصبح الدرزي أكثر درزية، والسني أكثر سنية، والكردي أكثر كردية. والأسوأ من ذلك أن العشائر السورية، التي شكّلت تاريخيًا العمود الاجتماعي والثقافي للبلد، تتحوّل اليوم إلى ميليشيات مسلّحة، في مشهد يشبه ميليشيات 'الجنجويد' في السودان".
وختم درويش بالقول: "المطلوب اليوم من السلطة ليس تغيير المكوّنات السورية نفسها، إنما تغيير بنيتها وعقليتها وتركيبتها".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|