ويتكوف في موسكو الأسبوع المقبل.. بوادر حلّ للأزمة الروسية - الأوكرانية!

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلاً كبيراً بالتوصل إلى اتفاقات تنهي الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك غداة الاجتماع الذي عقده الجانبان الأميركي والأوكراني في جنيف، وانتهى بإدخال تعديلات على خطة ترمب للسلام.

من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة في شأن أوكرانيا يمكن أن "تشكل أساساً لتسوية نهائية" للنزاع، متوعداً بالسيطرة على مزيد من الأراضي إذا رفضت كييف المقترح.

وفي ضوء هذه المعطيات، يزور المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ومستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنير، موسكو الأسبوع المقبل على رأس وفد من المسؤولين في الإدارة الأميركية. فهل بدأت تلوح بوادر حلّ للأزمة الروسية -الاوكرانية؟

مصادر مطلعة على الموقف الروسي تؤكد لـ"المركزية" ان البنود الاساسية للمبادرة تم الاتفاق عليها في اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والاميركي في ألاسكا، إلا أن التدخل الاوروبي لاحقًأ أجهض المبادرة، على أثر لقاء رؤساء الدول الاوروبية مع ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. بعدها حصل تنسيق روسي - أميركي بعد لقاء جمع ويتكوف مع الممثل الخاص للرئيس الروسي كيريل دميترييف، والتواصل مع مستشار بوتين يوري أوشاكوف، وتوِّج بالمبادرة المؤلفة من 28 بندًا، ومن أهم بنودها:

- أولًا: تبادل الأراضي، حيث يتنازل بوتين عن القسم المتبقي من زاباروجيا وخيرسون، ويحصل في المقابل على القسم المتبقي من دونيتسك، كما يتخلى عن الأراضي التي سيطر عليها في خاركوف ودنيبروبتروفسك.

- ثانيًا: عدم انضمام اوكرانيا إلى حلف شمالي الاطلسي الناتو.

- ثالثًا: ان يكون عدد القوات الاوكرانية ونوع الاسلحة محدّدَين مما يضمن أمن أوكرانيا الداخلي، لكنه لا يشكل خطرًا على روسيا في المستقبل. وهذه ثلاث خطوط حمر لن يقبل بوتين بتجاوزها.
وتشير المصادر الى ان واشنطن أبدت تفهمًا لهذا الوضع، وأبلغ ترامب الاوروبيين بأنه لن يزوّد اوكرانيا بالاسلحة مجاناً وان عليهم في المقابل أن يدفعوا ثمنها. لكن الاوروبيين لم يشتروا الاسلحة، وكانت روسيا في هذا الوقت تتقدّم ميدانيا بشكل كبير، والدفاعات الاوكرانية تنهار. فطرح ترامب مبادرته للسلام وأكد لأوكرانيا ان استمرارها في الحرب سيجعلها تخسر أكثر بكثير مما يقترحه عليها.

إلا أن المصادر تعتبر ان الاوروبيين لن يتمكنوا هذه المرة من عرقلة المبادرة لأن الوضع العسكري الميداني حاسم والمدن الاوكرانية تسقط، وإذا استمرت الحالة على هذا النحو، فإن بوتين سيتمكن قريبًا من السيطرة على الأراضي التي يطالب بها.

وتلفت المصادر الى ان ترامب يعتبر ان الوجود الروسي في اوكرانيا لا يشكل خطرا على الولايات المتحدة، بينما الاوروبيون يعتبرونه خطراً على اوروبا، الامر الذي نفاه بوتين معتبراً ان اوروبا والناتو هما من اقتربا من روسيا وليس العكس، وأدخلا الناتو إلى دول البلطيق كلها من بولونيا وبلغاريا واليوم اوكرانيا وهذا غير مسموح.

تعاني الدول الاوروبية من أزمات داخلية من فرنسا الى ألمانيا فإنكلترا وايطاليا نتيجة تورّطها في الحرب الاوكرانية والعقوبات التي فرضتها على روسيا وارتدت سلباً عليها، وأهمها شراء اوروبا للنفط الروسي عن طريق دول أخرى بتكلفة إضافية.

لذلك تحاول تصدير هذه الأزمة الى الخارج وإقناع شعوبها بأن هناك عدواً خارجياً قادماً نحوها ما يحتم عليها نسيان مشاكلها الداخلية والالتفات الى الخارج.

وقد تسلمت موسكو اليوم البنود المُعدَّلة من المبادرة وستدرسها مع الوفد الاميركي الذي سيزور موسكو الاسبوع المقبل. ووضع روسيا اليوم مرتاح عسكرياً واقتصادياً، بينما الازمة موجودة في اوكرانيا واوروبا. وفي حال الاتفاق، سيتم اللقاء الثلاثي قريبًا بين ترامب وبوتين والرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي في دولة ثالثة مناسبة لجميع الأطراف، تختم المصادر.

يولا هاشم - المركزية