الجميع متخوف من العدّ العكسي ... زيارة البابا سياسية بقدر ما هي رعوية

بدأ العد العكسي لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر، بعدما انجزت الاستعدادات لوجستيّاً وسياسيّاً وروحيّاً، للزيارة التاريخية ليس فقط على بالنسبة الى الحفاوة والترحيب بل ستكون مفصلية بالنظر الى ما يعانيه لبنان أكان على المستوى الامني واستمرار الحرب، او على مستوى الازمة الاقتصادية وتداعياتها.

مصادر ديبلوماسية فاتيكانية افادت عبر وكالة "أخبار اليوم" ان زيارة البابا ليست عابرة او تفصيل بسيط، بل هي نتاج تفاهم بين الكرسي الرسولي وواشنطن، مشيرة الى ان تسارع الاحداث المتصلة بلبنان ادت الى الحؤول دون تأجيلها.

وقالت المصادر عينها: صحيح ان البابا هو الاب الروحي للكنيسة الكاثوليكية، لكن الزيارة ليست راعوية فقط، بل زيارة سياسية بامتياز، اذ انها ستترك ديناميكية جديدة في العمل السياسي اللبناني.

واذ رفضت ربط الزيارة بأي تصعيد اسرائيلي محتمل، اوضحت المصادر انه بعد زيارة البابا ستتخذ قرارات الحكومة، لا سيما ما صدر عن جلستي 5 و6 آب زخما واضحا في التطبيق، خاصة بعدما اعتبرت الدول الغربية والمعنية بالملف اللبناني ان هناك تباطؤا على هذا المستوى.

وردا على سؤال، اشارت المصادر الى ان للسياسة العالمية دائما طيفها في الدوائر الفاتيكانية، فكيف اذا كان البابا اميركي الجنسية.

وفي السياق عينه، رجحت المصادر ان تسرّع زيارة البابا الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس جوزاف عون الى الولايات المتحدة، وذلك بعدما اعلن ترامب الاسبوع الفائت أنّه سيوجّه دعوة لرئيس الجمهورية اللبنانية الى البيت الأبيض، علما ان انجاز هذه الزيارة سيشكل محطة مفصلية في السياسة اللبنانية وتطور الاحداث بما يتعلق بسلاح حزب الله.

ولا بدّ من الاشارة هنا الى ان عون استقبل اليوم سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان ميشال عيسى، للمرة الثانية منذ وصوله الى بيروت في 14 الشهر الجاري، وحمّل الرئيس عون السفير الأميركي شكره للتهنئة التي وجهها اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ولما صدر عنه في مؤتمره الصحافي الأخير عن رغبته في توجيه دعوة للرئيس اللبناني لزيارة الولايات المتحدة الأميركية. وعبّر رئيس الجمهورية عن امتنانه للدعوة وجهوزيته لتلبيتها.