من رئيس لآخر... السيسي كرّر لعون ما بات واجباً لبنانياً مُلِحّاً جداً

يشهد لبنان حركة لافتة على مستويات عدة، رغم أن نسبة لا بأس بها من مصيره تتوغل في دائرة المجهول.

القليل من كل شيء...

فهو البلد المُطالَب بتطبيق اتفاقيات دولية ذات طابع أمني، محلي إقليمي ودولي، تتمتّع بانعكاسات كبرى على مستقبله الجغرافي العام. وهو البلد الذي يوقع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، أي مع أوروبا في مكان ما، وذلك رغم معرفة الجميع أنه (لبنان) بلد قيد الدراسة على مختلف أنواع المستويات الآن.

وبين خطوة وأخرى، مرحلة لبنانية يمكن اختصارها بحقبة "القليل من كل شيء". فلبنان الآن بين قليل من السيادة الفعلية، وقليل من القرار الحر، وقليل من الإمساك بنفسه، وسط الكثير من التحركات الخارجية باتّجاهه، تتراوح ما بين إيصال رسائل النداء الأخير من جهة، والترغيب، من جهة أخرى.

من رئيس لآخر؟

ووسط هذا الجو، حطّ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بلادنا، وأكد حرص بلاده على دعم الدولة اللبنانية في ظلّ التحديات الدقيقة التي يواجهها لبنان في المرحلة الحالية. واللافت بالأكثر أنه بموازاة وصوله، تلقّى رئيس الجمهورية جوزف عون اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، رشح عنه تهنئة الرئيس المصري بذكرى الاستقلال، وتجديده دعم مصر للبنان، وتضامن الشعب المصري مع الشعب اللبناني في الظروف الراهنة التي يمرّ بها.

فما معنى اتصال الرئيس المصري بنظيره اللبناني، بموازاة وصول رئيس ديبلوماسيته (وزير الخارجية المصري) الى لبنان؟ هل بسبب معلومات لا تُقال إلا من جانب السيسي فقط؟ وهل من رسائل خطيرة لا يمكن إيصالها إلا من رئيس لآخر؟

تثبيت رسالة

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "وزير خارجية مصر يزور لبنان ليوصل رسالة جديدة من جانب السيسي، وذلك بعد (رسالة) أخرى سابقة ومهمة، أوصلها مدير المخابرات المصرية حسن رشاد".

وكشف في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "اتصال السيسي بالرئيس عون في أوان وجود وزير خارجيته في لبنان هو تثبيت للرسالة التي يوصلها، وتكرار لها، وتأكيد لمدى أهميتها، وهي تتمحور حول وجوب التقدم على مستوى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، وإلا فإن إسرائيل ستنفّذ ضربة عسكرية قبل رأس السنة".

وختم:"تزور (الموفدة الأميركية) مورغان أورتاغوس لبنان بعد انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر، وهي تأتي قريباً لتقول بدورها إن هناك عملاً يجب أن يُنفَّذ من الجانب اللبناني. فإما يحصل ذلك لبنانياً، أو ستقوم إسرائيل بالتنفيذ".