الصحافة

​ بري يتحسّب لـ"طحشة" جعجع على المقاعد المسيحية في الجنوب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا تُقلِق حركة المعارضين الشيعة أو "التغييريين" الرئيس نبيه بري. لا يزال الرجل مطمئناً إلى قدرته مع "حزب الله" على الفوز بكل المقاعد الـ27 المخصصة للشيعة، ما لم يطرأ أمر غير متوقع في جبيل أو بعبدا أو بيروت. وتعزز هذا الاطمئنان بعدما تمكن بري من إقفال باب مشاركة اللبنانيين المقيمين في الخارج في عملية انتخاب 128 نائباً، وذلك عبر المماطلة في مناقشة اقتراحات تعديل قانون الانتخابات، حتى يصبح من المتعذر السير بها قبل موعدها المحدد في أيار 2026 من دون إلغاء مشاركة المغتربين.

​المعلومات هذه تتقاطع عند ثلاثة سياسيين، أحدهم عضو في هيئة مكتب مجلس النواب، وتُضاف إلى أجواء مصدرها عين التينة، فحواها أن رئيس المجلس، الذي كان أول من تحرك نحو الاستحقاق واستنهض ماكينة "أمل" الانتخابية، يزعجه موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هذه الأيام. فقد أتبع جعجع كلامه على عدم جواز فرض نائب شيعي على أهالي منطقة يشكل الشيعة فيها أقلية -جبيل على سبيل المثال- بالقول إن شكوى المسيحيين المزمنة هي من مصادرة تمثيلهم النيابي، وبالتالي هم لا يريدون لغيرهم ما لا يريدون لأنفسهم. لكن جعجع يبدو في عيني برّي هاجماً على مقاعد مسيحية لطالما اعتبرها رئيس "أمل" ضمن كتلة "التنمية والتحرير"، سواء في قضاء الزهراني (الدكتور ميشال موسى) أو جزين (إبرهيم عازار).

​بالإضافة إلى ذلك، يسعى جعجع إلى المقعد الذي يشغله الدكتور إلياس جرادة في قضاء حاصبيا-مرجعيون، بعدما انتزعه "التغييريّون" من النائب القومي السوري السابق أسعد حردان. في المقابل، يتطلع برّي إلى استعادة هذا المقعد لـ "الخط الوطني" (أي خط "الثنائي الشيعي") أو إبقائه لجرادة الذي تحوّل في مواقفه لجانب "الثنائي". وهناك مقعد آخر ثمين وعزيز على قلب الرئيس بري في البقاع الغربي-راشيا، لطالما شغله صديقه ونائبه السابق في المجلس إيلي الفرزلي، وهو يرغب في إعادته إليه وإلى "الخط" -وفق تسمية الوزير السابق سليمان فرنجية- لكن رئيس "القوات" يضع نصب عينيه الاستحصال عليه، سواء مباشرة أو بانضمام النائب التغييريّ الدكتور غسان سكاف إلى التكتل النيابي الواسع الذي تسعى "القوات" إلى تشكيله مع نواب حلفاء من مختلف المناطق والاتجاهات.
​ويدرك برّي أن جعجع يستفيد من زخم علاقاته الخارجية والداخلية الذي يتيح له عقد اتفاقات وتحالفات انتخابية تسهّل تحقيق أهدافه. كما يستفيد من موجة تعاطف شعبي في الأوساط المسيحية تتضح في نتائج الانتخابات التي حققها في البلديات والنقابات واللجان الطلابية. هذا الصعود يأتي بعد تراجع خصمه "التيار الوطني الحر" بفعل التجربة المرة لميشال عون في عهده الرئاسي والانقسامات التي تعصف به، وعجز قوى التغيير عن تقديم بدائل، فضلاً عن تشرذم قياداتها وقواعدها، وصعود مسألة الهويات الدينية في العمل السياسي اللبناني على حساب المنادين بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة. ويتزامن هذا المشهد مع ضغوط عربية ودولية وداخلية لحرمان "حزب الله" وبالتالي "الثنائي" أيّ حليف انتخابي فاعل ووازن من خارج الطائفة الشيعية.
​ولذلك كله صار لسان حال نبيه برّي: "شو بدّو منّي سمير جعجع، طاحش عليّي بالجنوب والبقاع الغربي؟".

إيلي الحاج - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا