ليلة إحباط “الانقلاب” الناعم في السويداء

كادت مدينة السويداء أن تستعيد مرحلة المعارك التي وقعت منتصف تموز الماضي عندما دخلتها قوات الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع.

فقد شهدت المدينة يوم أمس السبت سلسلة من عمليات المداهمة والاعتقال شنّتها مجموعات الحرس الوطني ضد أفراد تدور حولهم شبهات التحضير للقيام بأعمال عسكرية وأمنية داخل المدينة، بحسب بيان الحرس.

وبحسب مصادر صحفية فإن من بين الأشخاص الذين تدور حولهم شبهات بالانتماء إلى هذه الخلية أفرادًا في الحرس الوطني.

وتقول المعلومات، إن المجموعة كانت تحضّر للقيام بـ”انقلاب ناعم” يبدأ من الحرس نفسه، حيث إن هناك مجموعة صغيرة من الضباط الذين يتواجدون في القطاع الغربي للمدينة كانت تنسّق مع قوات الشرع المتواجدة في بلدة المزرعة، بغية إدخالها عندما تحين ساعة الصفر إلى المدينة عبر فتح ثغرة في الخطوط الدفاعية.

اللافت أن الحرس الوطني عمل، بعد عمليات المداهمة، على اعتقال عنصرين من المنتسبين إليه عقب مخالفتهم قواعد الانضباط العسكري وإهانة الموقوفين، بحسب بيان صدر عنه.

مجموعة الضباط الصغيرة داخل الحرس كانت تنسّق، بحسب المعلومات، مع شخصيات كانت محسوبة على نظام الأسد كالمرشح السابق لمجلس الشعب، عاصم أبو فخر، ورائد المتني – شيخ عليه حَرَم ديني – وماهر فلحوط، وآخرين يرتبطون بصلة قربى بليث البلعوس.

وتشير المعلومات إلى أن الحرس الوطني وصلته معلومات منذ ١٥ يومًا تفيد بأن هذه المجموعة تخطّط للقيام بانقلاب. وتم إدخال مخبرين إلى صفوف المجموعة حيث قاموا بتسجيل الاجتماعات، وتبيّن أن المخطط سيبدأ بمحاولة شق الصف داخل الحرس، تزامنًا مع فتح ثغرة في القطاع الغربي وإدخال مجموعات الأمن التابعة للشرع، والأهم السيطرة على مبنى المحافظة داخل المدينة لإظهارها وكأنها سقطت، لتبدأ بعدها مناشدة قوات الحكومة لفضّ القتال بين المقاتلين الدروز، مما يوفر شرعية لدخول الشرع هذه المرة على عكس اقتحام المدينة في تموز.

وجاء قرار تنفيذ حملة المداهمات والاعتقالات يوم السبت، بحسب المعلومات، قبل الاجتماع الأخير الذي كانت هذه المجموعة بصدد عقده لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع وتحديد ساعة الصفر. وتقول المعلومات إنه من المتوقع أن تستمر حملة التوقيف بعد التحقيق مع الموقوفين.