هدف مزدوج.. هل "يكلّف" حزب الله الحوثيين بالرد على اغتيال الطبطبائي؟

أفادت تقديرات أمنية في تل أبيب، اليوم الأحد، باعتزام حزب الله تكليف قيادة الحوثيين في اليمن بالرد على عملية اغتيال رئيس أركان الحزب هيثم الطبطبائي.

وعزت صحيفة "معاريف" رجاحة هذه التقديرات إلى سعي "حزب الله" لتحقيق هدف مزدوج؛ فمن جهة ينتقم بشكل غير مباشر لاغتيال الطبطبائي، ومن جهة أخرى يضمن تفادي ردٍّ إسرائيلي يؤدي إلى حرب شاملة على لبنان قد تُضعِف ما تبقى من قدرات الحزب.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجاوب الحوثيين مع هذا التكليف "سيكون سريعًا"، نظرًا لسجل علاقات الطبطبائي الوثيقة معهم، والتي استمرت نحو 9 سنوات، عمل خلالها رئيس أركان حزب الله السابق على تعزيز قوة الحوثيين في اليمن.

في المقابل، تدرس القيادة الأمنية الإسرائيلية حاليًا عدة خيارات للتعامل مع سيناريوهات أمنية غير متوقعة في حال صحة تلك التقديرات. وقال مصدر أمني إسرائيلي: "إننا نرصد محاولة من جانب الحوثيين للعودة إلى القتال ضد إسرائيل، وهم يبحثون عن مبرر لذلك" وفق تعبيره.

وأوضح مصدر آخر أن "حزب الله لن يتراجع عن الانتقام لاغتيال الطبطبائي"، مضيفا أنّ "قيادة الحزب باتت في معضلة كبيرة، خاصة أنها تدرك أن أي عمل مباشر ضد الجيش الإسرائيلي أو مستوطنات الشمال سيُفضي فورًا إلى جولة قتال تلحق أضرارًا بالغة بقدرات الحزب، فضلًا عن خسائر فادحة تطال لبنان بأكمله".

ولا يستبعد المصدر سيناريوهات أخرى لانتقام حزب الله، ومنها على سبيل المثال تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، لتفادي ترك بصمات واضحة تقود إليه. ويضاهي هذا النموذج من الانتقام الهجوم الذي استهدف مجموعة سياح إسرائيليين في مطار بورغاس في تموز 2012، وقُتل فيه 5 إسرائيليين ومواطن بلغاري، إضافة إلى إصابة العشرات، بعد أن فجّر انتحاري نفسه قرب حافلة سياحية.

كما لا يستبعد المصدر الأمني أن تتحول الجبهة السورية إلى ساحة انتقام لمقتل الطبطبائي، مشيرًا إلى أن "حزب الله" قد يحاول استغلالها لتحقيق أهدافه عبر الاعتماد على خلايا تابعة لتنظيم "الجماعة الإسلامية"، كما حدث خلال المواجهة الأخيرة بين عناصر تلك الخلايا وقوات الجيش الإسرائيلي في منطقة "بيت جن" جنوب غرب سوريا، وفق قوله.