محليات

عدم دعوة جعجع "دعسة ناقصة"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشفت النائبة ستريدا جعجع أنّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع لم يُدع للمشاركة في مراسم استقبال البابا لاوون الرابع عشر، معلّقةً على ذلك بقولها: "استغربنا".

وكانت صفحات تناقلت تصريحاً منسوباً إلى مصدر في رئاسة الجمهورية يقول فيه "إن عدم دعوة الدكتور سمير جعجع إلى حفل استقبال قداسة البابا لاوون في قصر بعبدا مردّه إلى عدم دعوة رؤساء الأحزاب، بل كانت الدعوة موجّهة إلى الوزراء والنواب الحاليين".

في البروتوكول، يجوز الأمر، لأن ثمّة أحزاب كثيرة في لبنان، وأغلبها مجهول الهوية، متقلّب الانتماء، غير واضح الولاء، ولا يضمّ منتسبين أكثر من هيئته التأسيسية أو الإدارية الحالية، حتى إن أسماء الهيئة الإدارية تبدو نفسها من ولاية إلى أخرى مع تبديل شكليّ في المواقع والمهمات.

لكن الأحزاب ليست موضوعنا في هذه العجالة إنما غياب سمير جعجع، وربما أيضاً سليمان فرنجية. أن تقام مراسم استقبال للبابا في لبنان ولا يُدعى إليها اثنان من القيادات المسيحية – المارونية البارزة لأمر مستغرب، في المضمون، وليس فقط في الشكل. فالبابا ليس فقط رئيس دولة إنما زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم، وزيارته كنسية أكثر منها سياسية، وتستهدف الجماعة المسيحية. أن يحضر اللقاء مع البابا نواب يجلسون إلى طاولة جعجع وفرنجية ويأتمران بهما لأمر مستهجن. كثيرون من المدعوين ليسوا أصحاب صفة مستحقة، ولا شك في أن ثمة استنسابات في اختيار واحد دون الآخر في نفس الموقع والمرتبة، ما يعني أنه يمكن تجاوز البروتوكول، لا دفاعاً عن سمير جعجع بذاته، بل عن الرئاسة، وعن الزيارة، وما تستوجبه تلك الزيارة.

العلاقة بين رئاسة الجمهورية وحزب "القوات اللبنانية" ليست على ما يرام. وقد انتقد رئيس الجمهورية جوزف عون ضمناً حزب "القوات" بالوشاية عليه في الولايات المتحدة الأميركية، كما على قائد الجيش، لدفع المؤسسة العسكرية إلى مواجهة مع الأهالي في غير منطقة من لبنان. ويبدو أن البروتوكول استهدف حزب "القوات" ورئيسه بطريقة مباشرة، تحت عناوين مختلفة، غير مبررة على الإطلاق، لأنها لا ترقى إلى مستوى لقاء البابا، ودعوته إلى المصالحة والسلام، حتى إننا بتنا على استعداد للتفاوض مع إسرائيل، والمصالحة مع النظام السوري الجديد الآتي من حضن التكفيريين، لكننا غير قادرين على تجاوز عقد الماضي الذي لا يزال يتحكّم بمصائرنا. هكذا هو المشهد الدائم بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" مثلاً. الحروب عندنا، والمصالحات والتفاهمات، غير مبنية على مبادىء. جلّ ما في الأمر أنها مبنية على مصالح شخصية وطموحات لا تتحقق في أغلب الأحيان، وتعمّق الاحتقان والتباعد.

عودة إلى الموضوع: إن عدم دعوة جعجع، الزعيم المسيحي الذي يصف نفسه بالأول من حيث عدد المؤيدين والمقترعين للوائحه في الانتخابات، في الداخل والخارج، تعتبر دعسة سياسية ناقصة، تسيء إلى العهد أكثر مما تعاقب جعجع، إذ يمكن الأخير أن يستفيد منها لتوجيه الأنظار إلى "الاضطهاد" الذي يلاحقه باستمرار، فيدّعي أنه بناء لإرادة "حزب الله". عدم دعوة جعجع تفيده أكثر مما تضر بصورته.

وبعيداً عن كلّ الحملات التي ستنطلق، والتي بانت طلائعها، فإن زيارة البابا يفترض أن تكون مناسبة للمصالحة، وكان ممكناً تخطي البروتوكول فيها إذ يحق لصاحب الدعوة، كما للشاعر، ما لا يحق لغيره.

غسان حجار- النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا