محليات

في ساحة الشهداء… البابا لاوون الرابع عشر يرفع راية الحوار: لبنان شهادة حيّة للسلام

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ألقى قداسة البابا لاوون الرابع عشر كلمة مؤثّرة خلال اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان في ساحة الشهداء، عبّر فيها عن امتنانه وتأثّره لوجوده في لبنان، واصفًا إيّاه بـ"الأرض المباركة" التي مجّدها أنبياء العهد القديم، ورأوا في أرزها رمزًا للنفس البارة التي تُزهر تحت نظرة السماء. وأكّد أنّ صدى الكلمة (Logos) لم ينطفئ يومًا في هذه الأرض، بل استمرّ جيلاً بعد جيل يدعو القلوب لفتح ذواتها لله الحيّ.

واستعاد البابا ما ورد في الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" الذي وقّعه البابا بندكتس السادس عشر في بيروت سنة 2012، مشيرًا إلى أنّ طبيعة الكنيسة ودعوتها الجامعة تقتضيان الحوار مع سائر الديانات، وأن هذا الحوار في الشرق الأوسط يستند إلى روابط روحية وتاريخية تجمع المسيحيين باليهود والمسلمين، وهو حوارٌ يرتكز أوّلاً على أسس لاهوتية مرتبطة بالإيمان.

وقال البابا إنّ حضور القيادات الدينية في هذا المكان "حيث تقف المآذن وأجراس الكنائس جنبًا إلى جنب" يُثبت رسوخ الإيمان في لبنان وإخلاص شعبه لله الواحد. وأضاف أنّ أنظار العالم تتجه منذ سنوات طويلة إلى الشرق الأوسط، مهد الديانات الإبراهيمية، متطلعة إلى المسيرة الشاقة نحو عطية السلام، وأنّ الإنسانية كثيرًا ما تنظر بقلق إلى صراعات هذا الشرق، لكنّها تجد الرجاء عندما تركّز على ما يجمع البشر: الإنسانية المشتركة والإيمان بالله والمحبة والرحمة.

وتوقّف عند النموذج اللبناني الفريد، معتبرًا أنّ شعب لبنان، رغم التحديات، يذكّر بأنّ الخوف وانعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست الكلمة الأخيرة، وأنّ الوحدة والمصالحة والسلام ممكنة، مؤكّدًا أنّ هذه الرسالة لم تتغيّر عبر تاريخ لبنان: شهادة أنّ المسيحيين والمسلمين والدروز وغيرهم قادرون على العيش معًا وبناء وطن موحّد قائم على الحوار والاحترام.

وأشار إلى أنّ المجمع الفاتيكاني الثاني، عبر وثيقة "في عصرنا – Nostra aetate" قبل ستين عامًا، فتح أفقًا جديدًا للقاء بين الكاثوليك والديانات الأخرى، ورسّخ أنّ الحوار الحقيقي والتفاهم الصادق متجذّران في المحبة، الأساس الوحيد للسلام والعدل والمصالحة.

وشدّد البابا على أنّ الحوار بين الأديان، المستمدّ من المحبة الإلهية، يجب أن يشمل جميع أصحاب النوايا الحسنة، وأن يرفض التحيّز والاضطهاد، ويؤكّد مساواة كرامة كل إنسان. واستعاد من الأناجيل رواية زيارة يسوع لمنطقة المدن العشر وصور وصيدا ولقائه المرأة السورية الفينيقية، الذي أظهر أنّ التواضع والثقة قادران على تخطّي الحواجز والانفتاح على رحمة الله اللامتناهية.

وأوضح أنّ هذا هو جوهر الحوار بين الأديان: اكتشاف حضور الله الذي يتجاوز الحدود، والدعوة إلى البحث عنه معًا باحترام وتواضع.

وفي ختام كلمته، شبّه البابا لبنان ليس فقط بأرزه الشامخ، بل أيضًا بشجرة الزيتون المتجذّرة في تراثه، والمكرّمة في النصوص المقدّسة في المسيحية واليهودية والإسلام، معتبرًا أنّها رمز خالد للمصالحة والسلام، وللرسالة التي يجتمع اللبنانيون على حملها.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا