أيّة رسالة من بعبدا إلى معراب من تغييب جعجع عن استقبال البابا؟
صحيح أن دوائر بعبدا تتحدث عن أصول بروتوكولية اتبعتها، لتوجيه الدعوات لحفل الاستقبال الذي أقيم للبابا ليون الرابع عشر في القصر الجمهوري، أدت لعدم دعوة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، من منطلق أنه لا يحمل لقبا رسميا. الا أن تغييب "الزعيم المسيحي الأبرز" راهنا في البلد وصاحب أكبر كتلة نيابية، ترك علامات استفهام كبيرة، خاصة وأنه ولو أراد القيمون في القصر وجوده، لما حال البروتوكول دون ذلك.
ويبدو أن "القيادة القواتية" ارتأت خلال وجود البابا في لبنان، الاكتفاء بما ورد على لسان النائبة ستريدا جعجع لجهة استغراب عدم الدعوة، وعدم اعتماد خطاب تصعيدي بوجه بعبدا، بانتظار مغادرته يوم الثلاثاء، كي لا يتم التشويش على الزيارة التاريخية وأبعادها، وتتحول الأنظار مجددا باتجاه خلافات سياسية ومسيحية- مسيحية ضيقة.
لكن يبدو أن التعليمات التي وصلت لنواب وقياديي "القوات" بعدم التعليق سلبا راهنا على عدم دعوة جعجع، لم تسر على الناشطين "القواتيين" على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين شنوا حملة على رئيس الجمهورية، تركزت بشكل أساسي على تذكيره بأن "نواب "القوات" من صوتوا له رئيسا، وساهموا بايصاله الى سدة الرئاسة".
وليس خافيا أن العلاقة بين بعبدا ومعراب لم تكن بأفضل أحوالها في الآونة الأخيرة، وان كان الطرفان تجنبا ابراز ذلك. ان ترى بعبدا أن معراب تزايد في ملف السلاح وسبل معالجة الملف، من خلال دفعها لمواجهة بين الجيش وحزب الله ما يهدد بحرب أهلية، فيما تخشى معراب أن تكون الرئاسة ومن خلال آدائها المهادن مع الحزب، تفوّت على لبنان القطار المنطلق سريعا في المنطقة. اذ يبدو جعجع أقرب الى رؤية وآداء رئيس الحكومة نواف سلام، بالتعامل مع ملف السلاح منه الى رؤية وآداء الرئيس عون.
واللافت أيضا في حفل الاستقبال الذي أقيم في بعبدا، هو عدم مشاركة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل رغم تلقيه دعوة للمشاركة، كما تؤكد مصادر "التيار" التي قالت لـ"الديار" أنه فضّل المشاركة في القداس الذي يترأسه البايا عند واجهة بيروت البحرية اليوم الثلاثاء. وبهذا يكون الزعيمان المسيحيان الأبرز في البلد غابا عن حفل استقبال البابا، ما جعل كل الأضواء والاهتمامات تتركز حول الرئيس عون.
وتقول مصادر سياسية معنية بالملف أن "ما حصل لا شك سيفاقم الهوة بين بعبدا ومعراب، وان كان الطرفان لا يجدان راهنا مصلحة لهما بالتراشق العلني واعلان العداوة"، لافتة لـ"الديار" الى أن "عون بحاجة راهنا لكل الالتفاف الوطني حوله لمواجهة المرحلة، كما أن جعجع لا يرى مصلحة بمخاصمة عون لكونه يعتبر أن معركة حصرية السلاح توجب تضافر الجهود لا بعثرتها".
ولا تستبعد المصادر أن تكون بعبدا ومن خلال عدم توجيه الدعوة الى جعجع "تقصدت ايصال رسالة مفادها أن حركته ومواقفه، التي توحي بأنه من يتزعم وحيدا المسيحيين راهنا، ويُعد لتسونامي مسيحي في الانتخابات المقبلة ومزايدته بملف السلاح، كلها لا ترضي الرئاسة الأولى التي تسعى لتكريس التنوع المسيحي بعيدا عن أي احتكار". وتضيف المصادر: "لا شك أن المظاهر التي رافقت الزيارة أكدت المؤكد، لجهة أن لا وحدة صف مسيحي، ولكن لا يمكن وصف ذلك بالتشتت انما هو تنوع صحي... فآخر ما يفترض السعي اليه هو احتكار حزب أو حتى ثنائية ساحة طائفية معينة".
وكان اللافت يوم أمس خروج النائب ميشال دويهي لانتقاد تغييب جعجع، معتبرا أن هذه الخطوة "لم تنسجم كثيراً مع تاريخية ورمزية الحدث، بما يحمله من رسائل سلام وحوار، ولا ترقى إلى مستواه الجامع، في لحظة كان يُفترض أن تُكرّس الوحدة لا الإقصاء"، لافتا الى أنه "كان من المفضّل دعوة رئيس حزب "القوات" إلى القصر الجمهوري، لما يمثّله كأكبر تكتّل سياسي مسيحي في لبنان، للمشاركة في مناسبة وطنيّة جامعة بحضور الحبر الأعظم. فكما أن عنوان الحدث هو السلام، فإن هذا الزمن يستدعي أيضاً سلاماً داخلياً لبنانياً، في ما بيننا كلبنانيين".
بولا مراد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|