عندما تضرب الزوجةُ زوجَها
ينفتح مجال السخرية والنكت بمجرد سماع خبر أن زوجة ضربت زوجها وأحدثت به إصابات! ومن النادر، فى أغلب التعليقات العامة، أن تُؤخَذ الواقعة بجدية، وأن تُرصَد تفاصيلُها لفهم أسبابها وإيجاد علاج، مثلما يحدث العكس فى عدوان الزوج على زوجته. وفى هذا الموقف مؤشر اجتماعى سلبى لأنه ينطوى على اعتياد أن يكون الرجل هو المعتدى، مع استسلام ضمنى لأن تكون المرأة هى الضحية دائماً! فإن لم يكن فى هذا قبول للعدوان على المرأة فهو ينطوى على الأقل على إذعان لهذا! والأكثر غرابة أن كثيرين من الرجال الضحايا يستسلمون لهذا المنطق، ويرفضون إشهار العدوان عليهم خشية أن يصيروا مادة للسخرية، وأن يعتبرهم الرأى العام منعدمى الشخصية قبل أن يراهم عاجزين عن صد عدوان زوجاتهم. ولكن بدأت تظهر مؤخراً بعض مؤشرات مغايرة، يتوجه فيها الرجل الضحية إلى أجهزة الدولة لتحميه من عدوان زوجته لأنه لا يقدر وحده على حماية نفسه! وبعض الرجال يبدأون بإثبات إصاباتهم فى الطب الشرعى ليكون لديه دليل مفحم على أن إصابته كذا، وأنها تحتاج إلى علاج يمتد لفترة كذا، وتكون هذه بداية تضمن له أوراقاً قوية فى مشوار دفاعه عن نفسه!!
وقد شهدت محكمة الأسرة فى مصر الجديدة الأسبوع الماضى دعوى يطلب فيها الزوج حبس زوجته بجنحة الضرب، واتهمها بأنها انهالت عليه بالضرب المبرح وملاحقته بالسب والقذف، إضافة إلى سطوها على مبالغ مالية تتجاوز نصف المليون جنيه، حيث دأبت طوال زواج استمر 18 عاماً على الاستيلاء على دخله الذى يبلغ 30 ألف جنيه، وأن تمنحه مصروفاً يومياً بسيطاً، بادعاء أنها تدخر الأموال، وعندما نشب خلاف بينهما كانت واقعة الضرب، واتهمته بأنه بخيل ومقصر فى حقوقها وفى تلبية متطلبات الأبناء.
لا يمكن بالطبع افتراض صحة هذا الكلام المنقول من شكوى الزوج، لأن الخبر المنشور لم يذكر كلام الزوجة. الإشارة، فقط، إلى الحالة التى يجرى فيها تبادل المواقف فيما هو سائد، بين المعتدى والضحية، كما أن عنف الزوج ضد زوجته مدان بأشد الألفاظ، فمن الإنصاف أن يكون عنفها ضده مدان بنفس القدر، وكذلك عنف أى منهما ضد أطفالهما.
* نقلا عن " الأهرام"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|