زيارة البابا حرّكت السياحة وضربة الضاحية فرملتها!
وسط أجواء "اللا حرب واللا سلم"، وفي لحظة سياسية وأمنية شديدة الحساسية تترجح فيها البلاد بين هدوء هش وتوتر مفاجئ، تأتي زيارة بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر للبنان، لا حدثا روحيا ورسالة سلام فحسب، بل اختبارا غير مباشر لقدرة البلاد على استعادة بعض من نبضها السياحي ضمن واقع أمني معلّق على التفاصيل.
وبين التفاؤل الذي رافق إعلان الزيارة والقلق الذي يرافق أي تطور أمني ميداني، وجد القطاع السياحي نفسه أمام معادلة معقدة: هل يمكن حدثا دوليا بهذا الحجم أن يبدد حالة التردد التي تهيمن على الحركة منذ أشهر؟
تفيد المعطيات الأولية أن حركة الطيران لم تسجل ارتفاعا يذكر في الأيام التي سبقت الزيارة. ويقول نقيب أصحاب مكاتب السفر جان عبود، إن "غياب الإحصاءات الدقيقة لا يحول دون ملاحظة المقاعد الشاغرة، رغم إلغاء بعض الشركات رحلات وإضافة أخرى".
ويرجح عبود أن "الأكثر احتمالا للوصول خلال هذه الفترة، هم الزوار من العراق والأردن وسوريا، ولا سيما من أبناء الطوائف المسيحية، لكن أعدادهم لا تبدو كافية لإحداث تحول نوعي في حركة الطيران. أما اللبنانيون المقيمون في الخارج، فيبدو أنهم فضلوا تأجيل زيارتهم إلى موسم الأعياد، لقرب التوقيت، إذ لا يميل معظمهم إلى تكرار السفر مرتين خلال فترة قصيرة".
المقارنة مع الفترة عينها من العام الماضية تظهر أن حركة الوافدين تكاد تكون ثابتة. ويؤكد عبود أن "الأرقام الحالية لا تشير إلى قفزة نوعية"، معتبرا أن "الأيام المقبلة قد توضح الصورة أكثر، مع استمرار الارتباط المباشر للحركة السياحية بالظروف الأمنية".
وفي هذا السياق، لوحظ ارتفاع نسبة الحجوزات القابلة للاسترداد لفترة الأعياد، بما يعكس ارتفاع الحذر لدى المسافرين الذين يفضلون خيارات مرنة تتيح لهم الإلغاء عند الحاجة، ولو بكلفة إضافية.
ضربة الضاحية فرملت الحركة
يعوّل القطاع السياحي على زيارة البابا لتحريك العجلة السياحية وجذب موجة إضافية من الوافدين. وفي حين تشير معلومات غير رسمية إلى نسب إشغال تراوح بين 40 و50%، تأتي أرقام نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لتعكس صورة أكثر تفاؤلا. ويؤكد أن "نسب الحجوزات في فنادق بيروت بلغت نحو 70%"، مرجحا أن تكون الزيارة قد "ساهمت في جذب مجموعات من المسيحيين العراقيين والسوريين والأردنيين".
ويعتبر الأشقر أن "هذه النسبة جيدة في ظل الظروف الحالية، إلا أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية أثرت كثيرا على خطط العديد من الزوار الذين كانوا يعتزمون القدوم خلال فترة الزيارة".
وفيما يرى البعض أن توقيت الزيارة الذي جاء في مطلع موسم الأعياد، كان له دور في الحد من حركة الوافدين، إذ إن من يخطط لقضاء عيد الميلاد في لبنان لن يقوم بزيارة أخرى قبل أسابيع قليلة فقط، يوضح الاشقر أن "القادمين من الخارج غالبا ما يرتبطون بظروف شخصية ومواعيد ثابتة خلال فترة العيد، ما يجعل تأثير الزيارة عليهم محدودا نسبيا".
ويشير إلى أن "الفنادق الفخمة تشهد وضعا جيدا مبدئيا، وهي من بين الأكثر استفادة من الزوار الأجانب المرتبطين بالمناسبة الدينية".
ماذا عن نسبة الحجوزات في فترة الأعياد؟ يقول الأشقر: "كل يوم تتغير الظروف ويتغير المشهد. في سوق معلقة على تفاصيل صغيرة، تكفي إشارة إيجابية أو تطور سلبي واحد لتعديل مسار موسم كامل".
سلوى بعلبكي -النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|