وسط إحباط أمريكي وتأهب إسرائيلي.. لبنان يستقبل إشارات جديدة عن "حرب غير مسبوقة"

تواصل إسرائيل إرسال إشارات إلى لبنان بأن الحرب "حتمية" بعد انتهاء مهلة الـ 30 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري لنزع سلاح ميليشيا حزب الله، في الوقت الذي استقبلت به بيروت معلومات "متشائمة" وتحذيرات جدية من أن الجولة الجديدة من الحرب ستكون "غير مسبوقة".

وبحسب مصادر أمريكية ولبنانية لـ "إرم نيوز"، فإن عملية نزع السلاح المرتبطة بمهلة 30 ديسمبر والتي تمنع من خلالها واشنطن الحرب الإسرائيلية على لبنان، هي لحصر الجيش اللبناني سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، وليس في كامل أراضي الجمهورية.

وبينما تؤكد المصادر أن لبنان الذي يرأسه قائد سابق للجيش، الرئيس جوزيف عون، قادر على إتمام مهمة حصر السلاح بيد القوات المسلحة، أشارت إلى أن المعضلة تكمن في "عامل الوقت"، خصوصاً في ظلّ تجدد الإنذارات الإسرائيلية.

وكان الجيش اللبناني قد كُلّف بمصادرة وتدمير جميع أسلحة ميليشيا حزب الله بحلول 30 ديسمبر، في إطار خطة مدعومة من الولايات المتحدة بقيمة 230 مليون دولار.

وفيما أعلن مسؤولون لبنانيون بينهم رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، تحقيق 80% من هدف نزع السلاح في جنوب لبنان، إلا أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين يعبرون عن تشككهم في هذه الأرقام، معتبرين أن الجيش اللبناني لم يقضِ على البنية التحتية الخاصة التي تمثل التهديد الحقيقي.

ونقلت صحيفة "التيلغراف" البريطانية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أن "تعريف بيروت للنجاح يختلف تماماً عن تعريفناً"، مشيراً إلى ان الجيش اللبناني اختار مواقع محددة لمسحها، بينما الجيش الإسرائيلي يتأكد "من نظافة المنطقة بالكامل".

كما لفت المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى "قصور" واضح في عمل الجيش اللبناني الذي يتجنّب المواجهة في المناطق الشيعية وفق قوله، وهو ما يستغلّه حزب الله لتخزين وإعادة بناء ترسانته.

أمريكا تترقب بإحباط
واشنطن بدورها، التي منحت بيروت مهلة 30 ديسمبر، تواصل عبر زيارات دبلوماسية متكررة ودعم مادي ولوجستي على حثّ لبنان الرسمي على إتمام المهمة قبل نهاية العام.

إلا أن مصدراً مطلعاً في البيت الأبيض كشف لـ "إرم نيوز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترى أن الرئيس اللبناني وحكومته يعملون بـ "الشكل المطلوب" أمام حزب الله، مشيراً إلى أن واشنطن تريد أن يكون هناك تحرك فعلي وعمل واضح في نزع السلاح.

وتعتقد إدارة ترامب، بحسب المصدر نفسه، أن تنفيذ نزع السلاح في جنوب الليطاني "مرحلة تأخّرت إلى أقصى حد"، كما تجد في التصريحات اللبنانية الرسمية عن إتمام جزء كبير من المهمة "منافية للوقائع على الأرض".

وتستند التقديرات الأمريكية إلى ما تمتلكه إسرائيل من معلومات حول حجم سلاح الميليشيا اللبنانية، ومواقع تهدد مناطقها الشمالية مليئة بصواريخ متطورة من تكنولوجيا إيرانية، إضافة إلى أن حزب الله لا يكتفي بإخفاء سلاحه، بل يعمل من مواقعه بتجهيز نفسه لوجيستياً.

"حرب غير مسبوقة"
في الجانب اللبناني الرسمي، كشف مسؤول رفيع المستوى في تصريح لـ "إرم نيوز" أن بيروت تلقّت إشارات "متشائمة" من عدة بلدان أن "حرباً غير مسبوقة" ستعقب مهلة 30 من ديسمبر، مشككاً في القدرة على إتمام مهمة نزع السلاح وفق المتطلبات الأمريكية والإسرائيلية قبل الموعد.

وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المهلة ووعد الرئيس والحكومة بنزع السلاح خلال هذا الشهر، تتعلق بمنطقة جنوب الليطاني، والتي تعتبر "عنق الزجاجة" في حصر السلاح، والتي ستفتح الطريق لبقية المناطق في لبنان.

إلا أن الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، يؤكد أن الجيش لم يتصدّ بعد لاستحقاق نزع السلاح في كل لبنان، لافتاً إلى أن هذا هو وجه المشكلة الأساسية مع الأمريكيين والإسرائيليين وبقية أطراف المعادلة الدولية والإقليمية.

وبحسب حمادة، فإن هناك شعوراً أمريكياً أن الدولة اللبنانية "متباطئة وتحاول استغلال عنصر الوقت"، أكثر مما تسمح لها الظروف الإقليمية، ومشيراً إلى أنه من هنا باتت العلاقة المتوترة بعض الشيء مع الإدارة الامريكية المترافقة مع زيادة حدة التهديدات الإسرائيلية.

تشكيك إسرائيلي
تل أبيب التي أصدرت عدة تصريحات رسمية تؤكد على حتمية الحرب، تتفهم "نوايا" بيروت في إتمام عملية نزع السلاح، إلا أنها تشكّك في قدرتها على ذلك، وفق تصريح مسؤول عسكري كبير.

ونقلت "التليغراف" عن المسؤول الإسرائيلي أن الرقم اللبناني "الرسمي" المتلعق بنزع 80% من سلاح حزب الله "يصعب تصديقه"، مؤكداً في المقابل أن الجيش اللبناني "يتصرف بطرق لم يفعلها منذ عقود"، إلا أنه لا يزال "لا يبذل جهداً كافياً لنزع السلاح بالكامل".