لبنان يدفع للموت انتحارا او قتلا... تماهٍ خارجي مع اسرائيل

في تقرير أوروبي ورد الى دوائر الخارجية ان إسرائيل تخطط لاقامة منطقة عازلة في الجنوب لضرورات الامن الاستراتيجي الإسرائيلي الممتد من جنوب لبنان الى الجنوب السوري . وان كل الوقائع الجغرافية والحركة الميدانية والمؤشرات والنقاشات الدبلوماسية مع الأمم المتحدة و"اليونيفيل" وفي دوائر القرار تؤكد هذا الامر، لاسيما تكرار الاعتداء الإسرائيلي على قوات الطوارئ وعلى الجيش اللبناني في الجنوب واتهامها بتغطية حزب الله كذريعة لدفعها للانسحاب لكي تستفرد إسرائيل بالمنطقة وتنفذ مخططها . ويدعو التقرير الحكومة اللبنانية الى وضع خطة لملء الفراغ الذي ستخلفه قوات "اليونيفيل" عندما تنتهي مهامها بعد سنة تقريبا ويمكن ان تكون قوات أوروبية مشتركة بديلا عن "اليونيفيل" . وعلم ان قائد القوات الدولية في لبنان عرض على رئيس المجلس النيابي نبيه بري تشكيل قوات أوروبية لتكون بديلا عن القوات الدولية . وان بري رحب بهذا الامر مبديا استعداده للمساعدة لتسهيل الامر على المستوى اللبناني . بدورها أوضحت المتحدثة باسم "اليونيفيل" كانديس ارديل انه نتيجة لخفض الميزانية على مستوى الأمم المتحدة عالميا بدأت عملية تقليص عدد جنود حفظ السلام المنتشرين على الأرض في جنوب لبنان لافتة الى انه سيتم تنفيذ معظم عمليات إعادة الجنود الى بلدانهم خلال الأسابيع المقبلة . وأكدت اننا سنقوم بكل ما في وسعنا للتقليل من أي اثار سلبية قد يسببها نقص التمويل ونعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية والدول المساهمة بقوات "اليونيفيل" لتنفيذ هذه التغييرات بأقل قدر ممكن من التأثير .

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العسكرية والأبحاث الاستراتيجية العميد الركن المتقاعد هشام جابر يؤكد لـ "المركزية" ذلك ويقول ان خير دليل سياسة تجريف الأراضي وقضمها التي تقوم بها القوات الاسرائيلية في سوريا وجنوب لبنان تكريساً لهذا الامر الواقع لاحقاً بما يتيح لها الاشراف عسكريا حتى على تسليح الجيش اللبناني كما تفعل في سوريا ، اضافة لما تمارسه من اعتداءات على قوات "اليونيفيل" لحملها على الانسحاب من الجنوب باكرا. الغريب هذا الجهل او التجاهل الرسمي لذلك . تل ابيب تتناسى ان فرض الاتفاقات بالقوة على لبنان من سابع المستحيلات كونها تؤدي اما الى اجهاضها كما حصل في اتفاق 17 أيار العام 1983ومن ثم 6 شباط في العام الذي تلاه 84 ولاحقا انقسام الجيش اللبناني وقيام حالة احمد الخطيب. تل ابيب تعلم جيدا ان لبنان غير سوريا الشرع لا يمكن المساس بوحدته والزامه بما هو غير محق سياسيا وامنيا . رغم ذلك تحاول القيام بالامر من خلال الضغط العسكري اليومي وضرب المناطق اللبنانية والسياسة الممارسة من قبل المجتمع الخارجي المتماهي معها . لاتريد الجلوس على الطاولة مع لبنان . تعمل لفرض شروطها عليه . لا تجيب على دعوات لبنان التفاوضية محاولة دفعه والعالم الخارجي الى خيارين احلاهما مر . الأول مقاتلة حزب الله وزج الجيش اللبناني في معركة داخلية طاحنة من شأنها اسقاط الدولة ولبنان الواحد الموحد . الثاني قيامها بضربه وتوسيع حربها عليه لتدميره وتحويله الى غزة ثانية لا قيامة له منها .

ويختم لافتا الى أهمية تعزيز وحدتنا الداخلية لمواجهة هذه المشهدية التي تدفعنا اليها إسرائيل معتبرا ان الموت واحد لكنه بكرامة والدفاع عن لبنان افضل .

يوسف فارس - المركزية