فور وصوله إلى روما... هذا أوّل ما قام به البابا بشأن لبنان (فيديو)
البابا غادر إلى روما بعدما دخلت كلماته الأذن اللبنانية اليمنى لتخرج من اليسرى سريعاً جداً
أنهى البابا لاوون الرابع عشر زيارته لبنان اليوم، بعد نحو ثلاثة أيام كانت مُفعَمَة بازدحام شديد حوله. فالكلّ رغب بأن يلمسه، وبأن يفوز ولو بنظرة منه، وبالحصول على بركته المباشرة. وهذا ممتاز.
ولكن الازدحام الشديد الذي أحاط بالبابا لاوون، لا يذكّرنا فقط بذاك الذي أحاط بكل الباباوات الذين زاروا لبنان قبله، بل يُعيدنا الى قلب الكتاب المقدس.
الآلاف...
ففي أحد الأيام، أتى يائيرس (رئيس المجمع) الى الرب يسوع، وارتمى على قدمَيْه طالِباً منه أن يدخل بيته لأن له ابنة وحيدة في نحو الثانية عشرة من عمرها، أشرفت على الموت. وبينما هو ذاهب، كانت الجموع تزحمه حتى تكاد أن تخنقه. وفي الوقت نفسه، كانت هناك امرأة نازِفَة منذ اثنتَي عشرة سنة أيضاً، وكانت قد أنفقت جميع ما عندها على الأطباء، من دون أن يتمكن أي واحد منهم أن يشفيها.
دَنَت تلك المرأة النازِفَة من خلف الرب يسوع، ولمست هُدب ثوبه، فوقف نزف دمها حالاً. عندها قال الرب: من لمسني؟ فلما أنكر الجميع، قال بطرس: "يا معلّم، الجموع تزحمك وتضايقك". ويحمل ردّ بطرس الرسول على سؤال السيد المسيح استغراباً، انطلاقاً من أن هناك كثيرين يُحيطون بك ويزحمونك ويلمسونك، فلماذا تسأل "من لمسني؟". فلا يمكن لأحد أن يحدد الشخص الذي لمسك بدقّة في تلك الحالة. ولكن الرب قال:"قد لمسني أحدهم، لأني شعرت بقوة خرجت منّي". فلما رأت المرأة ذلك، أتت وارتمت على قدمَيْه وهي ترتجف، وذكرت أمام الشعب كلّه لماذا لمسته وكيف شُفِيَت حالاً.
وما ان أخبرت بكل شيء، حتى أكد لها الرب يسوع أن إيمانها خلّصها، وتابع طريقه فأقام ابنة يائيرس من الموت، التي كانت ماتت وهم كانوا لا يزالون في الطريق إليها.
نكتفي بذكر هذا القدر من النصّ الإنجيلي المقدس، لننتقل الى واقعنا اليومي، وننظر الى العشرات والمئات والآلاف يزحمون الباباوات عموماً خلال كل زيارة بابوية، وهم من فئات مختلفة، بين شخصيات رسمية رفيعة المستوى، وأخرى دينية، وصولاً الى أعداد كبيرة من الناس العاديين.
كثيرون...
ففي لبنان مثلاً، كثيرون ازدحموا وتحلّقوا حول البابا لاوون الرابع عشر بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025. ولكن مَن مِن بين كل الذين تجمّعوا وازدحموا ولمسوا ثوب البابا أو يده، استخرجوا قوّة من لَدُن المسيح الرب، سواء لأنفسهم أو للبنان؟
كثيرون كانوا من ازدحموا، وحضّروا، وصفّقوا... للبابا. وكثيرون بكوا، وتأثّروا... بالبابا. كثيرون رقصوا، ورفعوا الأعلام، وتوجّهوا بالهتاف... ولكن كم واحد استخرج قوة من لدُن المسيح الرب؟
فكثيرون تسابقوا للظهور في أماكن تواجُد البابا، وقبله أحياناً كثيرة، فيما كانوا يُظهِرون أنفسهم ويتحدثون عن أنفسهم عملياً، أكثر ممّا يهتمون بالبابا بذاته.
النزيف اللبناني
هنا نتذكر ما قاله لنا الرب يسوع عن أنه ليس من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات.
وهنا أيضاً نتذكر كلام الرب يسوع الذي أخبرنا قبل نحو ألفَي عام بأن كثيرين سيقولون له في ذلك اليوم يا رب يا رب، أما باسمك تنبّأنا؟ وباسمك طردنا الشياطين؟ وباسمك أتَيْنا بالمعجزات الكثيرة؟ فأقول لهم علانية ما عرفتكم أبداً، إليكم عني أيها الأثمة.
أنهى البابا لاوون الرابع عشر زيارته لبنان، وعاد الى روما. وهي زيارة تنتهي وسط نزف لبناني شديد، فيما يبدو أن اللبناني الذي يلمس هُدب ثوب السيد المسيح لوقف النزيف المحلي ليس موجوداً أبداً، مع الأسف.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|