هل يُولد تحالف الضرورة بين أنقرة والرياض وطهران لمواجهة الغزو الإسرائيلي؟
في لحظة تتسارع فيها عقارب التوتر في الإقليم ككلّ، تتحرك العواصم الأساسية بثقلها لإعادة ضبط الإيقاع قبل الانفجار الذي ترتفع أسهمه، وما الزيارات المتتالية لمسؤولين من السعودية وتركيا إلى طهران أو العكس، سوى محاولة لإعادة صياغة المرحلة، ومنع الإنفجار على جبهات، وربط النزاع على جبهات، والتعاون على جبهات، بعدما بات واضحاً أن إسرائيل تستعد لخوض مغامرة عسكرية أوسع قد تكون في أي جبهة، وعلى رأسها إيران.
عندما زار مدير الإستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد لبنان، نقل إلى حزب الله رسائل واضحة عن نوايا إسرائيل ضرب إيران، واعتبر يومها أن الرسالة الإسرائيلية لحلفاء إيران هي أنه لن تضربهم إذا أعلنوا حيادهم عن المعركة، وبالتالي الأبرز كان النوايا الإسرائيلية، والتي يبدو أن وزير الخارجية التركية لم يكن بعيداً عنها أيضاً، وهو ما نقله إلى المسؤولين في طهران.
تسعى السعودية لنقل أجواء اللقاء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى إيران، علماً أن ولي العهد السعودي نقل رسالة إيرانية إلى واشنطن أيضاً، والمملكة تُريد أن تلعب دوراً بالوساطة بين الأميركيين والإيرانيين، وذلك مقابل تسهيل طهران للدور السعودي في المنطقة، والتعاون المشترك في أكثر من ملف على رأسهم الإسرائيلي حيث لا يناسب أيّ أحد توسع نفوذ إسرائيل في المنطقة، وبالتالي الملف اللبناني لن يكون بعيداً عن ذلك، مع الإشارة إلى أن هذا رهن النجاح والتقدم بالمشروع.
أما التركي فملفاته مع إيران أيضاً متشعبة، من اسرائيل، إلى سوريا وما يجري فيها من شمالها إلى جنوبها، وبالتالي فإن المعلومات المتقاطعة من داخل طهران تشير إلى أن الملفات التي وضعت على الطاولة خلال الزيارتين كانت شاملة، وفيها كل ما يتعلق بلبنان وسوريا والجنوب السوري وخطر الحرب على الجبهة الشمالية للبنان، والجبهة السورية والإيرانية.
بحسب المعلومات عبّر وزير الخارجية التركي صراحة عن القلق من أن تتخذ إسرائيل من الذريعة الأمنية جسراً لحرب واسعة قد تنسف كل ما تحقق من استقرار نسبي في سوريا، وتركيا التي تتحرك على خط دقيق بين واشنطن وموسكو وطهران تدرك أن أي انفجار جديد سيعيد خلط الأوراق في الشمال السوري أيضاً، ويهدد حساباتها في إدلب والحدود والملف الكردي.
أما السعودية التي باتت تقرأ المنطقة بمنظار مختلف بعد اتفاقها مع إيران وتفاهماتها الإقليمية، فهي ليست في وارد السماح بانهيار جديد يعيد المنطقة إلى فوضى السيطرة والنفوذ، وعليه فإن الاستقرار الذي تستثمر فيه الرياض من الخليج إلى المتوسط، لا يحتمل مغامرة إسرائيلية تتجاوز حدود غزة، لذلك حمل رُسلها إلى طهران رسائل واضحة حول ضرورة التنسيق المشترك لأن الحرب إذا توسعت فلن تقف عند حدود لبنان ولا سوريا، بل ستصيب المنطقة كلها في قلب مشاريعها الاقتصادية والسياسية.
هناك من يقول أن على تركيا أن تنغمس أكثر هذه المرة في معالجة ملفات المنطقة التي تهمها، إذ لا يمكن تكرار ما حصل في سوريا مرة جديدة، فإيران التي دفعت الكثير للحفاظ على سوريا طيلة 13 عاماً، لن تكرر الخطأ من جديد بأن تسمح لأن تكون هي اللاعب الذي يدفع بينما تقف تركيا متفرجة بانتظار لحظة القطاف.
مما لا شكّ فيه أن ملفات المنطقة على نار ساخنة، وما نراه قد يختلف عما يجري بين الأروقة، فما يجري بين إيران وتركيا والسعودية قد لا يكون حلفاً بالمعنى التقليدي، لكنه يمكن أن يشكل بداية لتفاهم استراتيجي على ضرورة كبح الاندفاعة الإسرائيلية قبل أن تسيطر على الجميع.
محمد علوش -النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|