صيانة الإنذار أم صيانة الحرب؟
في لحظة إقليمية تتكاثف فيها الإشارات أكثر من التصريحات، برزت في الداخل الإسرائيلي خطوة لافتة أعادت خلط القراءة الأمنية، فقد أقدمت الجهات المختصة على تنفيذ صيانة شاملة لمنظومات صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع، ورغم تقديم الأمر على أنه إجراء تقني اعتيادي، إلا أن توقيته وسياقه الإقليمي يدفعان نحو مقاربة مختلفة تماما.
في هذا الاطار، يقول مصدر أمني لوكالة "أخبار اليوم" إن ما جرى لا يمكن إدراجه ضمن "الصيانة الدورية البريئة"، فإسرائيل حين تستشعر اقتراب حدث عسكري كبير، تبدأ بالفحص الدقيق لمنظومات دفاعها المرتبطة بالجبهة الداخلية، بدءا من صافرات الإنذار وصولا إلى القبة الحديدية ومراكز القيادة والسيطرة. ويؤكد، أن هذه الخطوات عادة ما تسبق مرحلة ترتيب المسرح التي تعتمدها المؤسستان العسكرية والأمنية قبل أي تحرك واسع، مضيفا: القراءة الواقعية للمرحلة الحالية تشير إلى أن تل أبيب تتصرف وفق مبدأ يفترض أن الضربة لم تعد احتمالا بل سيناريو يجري التحضير له بهدوء.
ويستشهد المصدر عينه، بالرسائل التحذيرية التي نقلها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، والتي تلتقي مع ما يتبلغه المسؤولون اللبنانيون من قنوات دبلوماسية غربية وعربية، وكلها تعكس انكماش هامش التهدئة وتزايد الضغوط. ويعتبر المصدر أن ما يُقال في العلن ليس سوى واجهة لخطوات تدرس بعيدا عن الضوء، وأن التحذيرات المتراكمة لن تبقى في إطار الضغط السياسي. ويرى أن انتقال اسرائيل إلى خطوات عملية على الأرض بات احتمالا وازنا، ما يستدعي التعامل مع المرحلة المقبلة بقدر عال من المسؤولية واليقظة، لأن أي تبدل في المشهد قد يأتي أسرع مما تتوقعه الساحة اللبنانية.
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|