“فيتو قواتي" على ضمّ "الكتائب" لتحالف جنبلاط - جعجع في الجبل
نتنياهو في واشنطن للمرّة الخامسة: الحرب لم تقُل كلمتها الأخيرة
يُعقد خلال الأسبوعين المقبلين، بحسب الصحافة الإسرائيلية، اجتماع بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، هو الخامس من نوعه منذ تولّي الأول السلطة قبل 10 أشهر. وجرى الترتيب للاجتماع الجديد خلال مكالمة هاتفية بين الرجلين، تمحورت حول سوريا - وفق بيان صادر عن مكتب نتنياهو -، وتُعدّ هي أيضاً واحدة من عشرات المكالمات التي تمّت بينهما خلال الفترة نفسها؛ علماً أن ترامب واكبها بمنشور على منصته «تروث سوشيال» يطلب فيه من مُحدّثه «عدم التدخّل في (مسار) تطوّر سوريا إلى دولة مزدهرة».
وإذا كان تطوُّر الأوضاع في الشرق الأوسط خلال تلك الفترة، قد يبرّر هذا الكم من الاجتماعات والاتصالات بين الرجلين، إلا أن طابع العجلة للدعوة الجديدة التي وجّهها ترامب إلى نتنياهو، لا تفسّره إلا احتمالات تدهور الوضع مع إيران وحلفائها في المنطقة في المرحلة المقبلة. ومن هنا، يصبح ما لم يتضمّنه البيان الإسرائيلي، أهمّ مما ورد فيه، ولا سيما في ظلّ التهديدات المتزايدة بين تل أبيب وطهران، وفي ظل سياسة الخداع التي مارسها الرجلان قبل حرب الـ 12 يوماً على إيران في حزيران الماضي.
من الواضح أن كلّ التحرّكات الدبلوماسية الأميركية الحالية في المنطقة تستهدف تطويق إيران، وإضعاف نفوذها أينما كان موجوداً، ولا سيما في المحيط المباشر لإسرائيل. ولذلك، فإن الضغط الأميركي الأقوى يمارَس، في هذه الأثناء، في ساحتين أكثر ممّا يُسلَّط في غيرهما - هما العراق ولبنان -، على أمل أن يؤدّي إلى تغييرات تُغني عن الحرب.
ما يريده ترامب، في الواقع، هو إحكام السيطرة على هذه المنطقة تماماً؛ وهذا له مدخل وحيد هو الضغط على إيران لإجبارها على التنازل، بما في ذلك من خلال الحرب التي تستهدفها مباشرة أو التي تستهدف حلفاءها، إذ تأمل واشنطن، من خلال تلك الأدوات، إفساح المجال أمام تغيير جوهري في ميزان القوى الإقليمي، وفق ترتيبات مختلفة ترعاها هي، وتتضمّن سوريا والسعودية وغيرهما من الدول العربية، بالإضافة إلى تركيا، على أن يكون محورها ترسيخ حكم الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع.
وإذا كانت الأطراف المذكورة لا تستطيع السير في أيّ مشروع من هذا النوع، من دون التوصّل إلى حلّ مقبول لديها لقطاع غزة، يُخرِج حركة «حماس» من الحكم - إنما بطريقة مختلفة، وببدائل مغايرة لتلك التي تريدها إسرائيل -، فإن حسابات نتنياهو تبدو في مكان آخر تماماً. فهو يريد أن يكون الأمر كلّه بيد إسرائيل، وبيده شخصياً، وذلك لاستكمال حروبه، وتحقيق الأهداف التوسّعية والأمنية التي وضعها لها، وهو ما يتطلّب، حتماً، المحافظة على التحالف الذي يشكّل الحكومة، أقلّه حتى الانتخابات المقبلة، التي يعتقد «بيبي» أن الوضع الحالي يضمن له الفوز فيها.
على أن المُتغيّر الكبير الذي تحصل في ظلّه زيارة نتنياهو، هو الهزّة السياسية الكبرى التي تسبّب بها طلبه من رئيس الدولة، إسحق هيرتسوغ، إصدار عفو عنه في قضايا الفساد التي يُحاكم فيها؛ وهو طلب كان ترامب نفسه تقدّم به خلال زيارته لإسرائيل في تشرين الأول الماضي، إذ سيكون لهذا التحوّل تأثير كبير على مسار الحروب الدائرة حالياً، كونه يضع نتنياهو في موقع أضعف لتنفيذ برنامجه الخاص، ويجعله قابلاً للمساومة أكثر من ذي قبل، ما يتيح للبرنامج الأميركي في شأن سوريا وغزة أن يتقدّم خطوة على برنامج نتنياهو وحكومته اليمينية.
أما الوضع مع إيران ولبنان والعراق، فهو أكثر غموضاً؛ فالأميركيون يلوّحون يومياً للبنانيين بالعصا الإسرائيلية، إذا لم يتمّ نزع سلاح «حزب الله»، وذلك كجزء من السعي لإضعاف طهران. وفي العراق، استدعى الأمر زيارة من المبعوث الخاص إلى سوريا، والمُكلّف بملف لبنان، توم برّاك، إلى بغداد لنقل تهديد بضربة إسرائيلية قد تتعرّض لها الأخيرة إذا تدخّلت الفصائل العراقية لمصلحة «حزب الله»، الذي تستعدّ إسرائيل، بحسب ما سُرّب عنه، لتوجيه ضربة وشيكة إليه. وبالإضافة إلى ما تقدّم، يعتقد دبلوماسي أوروبي نقَل تصريحاته موقع «واينت»، أن إسرائيل قد تشن حرباً جديدة على إيران، خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهي مدّة انتهاء ولاية نتنياهو، إذا لم تجرِ انتخابات مبكرة، وفي حال لم يطرأ أيّ جديد يحول دون ذلك في المفاوضات المتوقّفة حالياً بين واشنطن وطهران.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|