ضغوط أميركية "شكلية" على إسرائيل ...نتنياهو لا يتراجع: نريد "منطقة عازلة"
“فيتو قواتي" على ضمّ "الكتائب" لتحالف جنبلاط - جعجع في الجبل
الحماوة الانتخابية تتقدم وتتصاعد يوميا في دائرة عالية – الشوف، التي تمثل النسيج السياسي والطائفي بكل تلاوينه اللبنانية، وسط نشاط ملحوظ للحزب «التقدمي الاشتراكي» و"القوات اللبنانية» والحزب «الديموقراطي اللبناني»، لم يصل الى حد الاستنفار الشامل لـ «الوطني الحر»، فيما ينتظر حزب «الكتائب» مسار الريح بين «الاشتراكي» و"القوات»، ويبقى المجتمع المدني « مشتتا نتيجة استحالة التوافق بين مكوناته على برنامج موحد".
وحسب المناخات الانتخابية الحالية، فان الصورة حتى الآن على الشكل الآتي:
درزياً: قضي الأمر والتحالف ثابت واساسي من القاعدة الى القيادة العليا، بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان، وسط تعليمات صارمة وحاسمة من" بيك المختارة» الى الحزبيين «ممنوع الغلط مع طلال ارسلان». ونتيجة القانون الحالي لا يمكن «للاشتراكي» و"الديموقراطي اللبناني» خوض الانتخابات في لائحة واحدة، ومهمة جنبلاط إزالة كل الالغام التي قد تعرقل عودة طلال ارسلان الى المجلس النيابي، عبر ضم «الكتائب» الى اللائحة التي تجمع «الاشتراكي» مع «القوات».
لكن المطلب «الاشتراكي» يصطدم برفض قاطع من «القوات» حتى الآن، والرغبة الجنبلاطية بضم «الكتائب» هدفها سحب الدعم الكتائبي للنائب مارك ضو، الذي وصل الى المجلس النيابي بأصوات «الكتائبيين» والمغتربين و"الاشتراكيين الناقمين». والنقطة الاخيرة ان جنبلاط قادر على معالجتها بتدخله الشخصي، وبالتالي فان حظوظ مارك ضو تصبح صعبة جدا، مع سحب فتيل كل الصواعق التي مهدت له الطريق الى «الجنة البرلمانية» في انتخابات 2022.
وحسب المتابعين للمعركة الانتخابية، فان «التشويش» على جنبلاط في عاليه، مصدره رئيس الحكومة نواف سلام الداعم الاول لمارك ضو، الذي يعتبر المحرك الاساسي لجمعية" كلنا ارادة»، والتي تدير حملاتها الانتخابية من السرايا. وقد اصدر سلام تعليمات صارمة للوزراء، بان يكون لمارك ضو حصة في" الزفت الانتخابي»، والمشاريع في الجبل، بعد ان رسا التزام الصرف الصحي في الشحار الغربي على الاسم المطروح من قبل ضو بقرار من سلام.
اما الدرزي الثاني في عالية لم يحسم بعد، والاسماء المتداولة محصورة بين أكرم شهيب، لكن العقبة امامه وضعه الصحي، ويوسف دعيبس مفوض الداخلية في الحزب «الاشتراكي»، ورجل الأعمال جمال الجوهري من عرمون. ويدرس جنبلاط الامور بدقة منعا لاي دعسة ناقصة، وفي الشوف فان مستشار رئيس الحزب «الاشتراكي» حسام حرب بات محسوما، وهو البديل عن مروان حمادة.
اما على الصعيد الدرزي العام، فان الاسماء باتت محسومة، فيصل الصايغ بيروت، وائل ابو فاعور راشيا، هادي ابو الحسن بعبدا. ويبقى الغموض يلف المقعد الدرزي في حاصبيا، واسم مروان خير الدين لم يحسم بعد رغم انه المتقدم، وهناك عقبات حقيقية امامه، والاختيار النهائي سيحسمه بري وجنبلاط دون ازعاج ارسلان، وتبقى هناك اسماء مطروحة ابرزها نجل الوزير السابق أنور الخليل.
وتشير المعلومات الصادرة عن مراكز الدراسات، ان المجتمع المدني يحظى بحيثية شعبية في الجبل، لكن المشكلة في قياداته التي تراجع حضورها.
وبالتالي، فان الصورة باتت واضحة امام اللائحة الأساسية، التي تضم «الاشتراكي» و"القوات» والحلفاء. اما بالنسبة للائحة المنافسة فان الغموض هو السمة الأساسية لعملها وتحركاتها، والاسئلة حولها عديدة تتلخص بالآتي:
أ- اللقاء الذي جمع طلال ارسلان ووئام وهاب في خلدة منذ ايام لم يسرب عنه شيئ، وهناك لقاءات اخرى.
ب- الامور لم تحسم بعد بالنسبة للتحالف بين ارسلان و"التيار الوطني الحر» الذي نال 3 مقاعد في انتخابات 2022 كانت على حساب طلال ارسلان، ومن رابع المستحيلات ان يحافظ التيار على حصته المتمثلة بـ3 نواب في الدورة الحالية، فالمعارك في دائرة الشوف - عالية في ايار 2026 «نكهتها مسيحية – مسيحية»، على مقعدين مارونيين في عالية والشوف، والارثوذكسي في عالية والكاثوليكي في الشوف.
وفي عالية، فان المعلومات التي سادت عن «فيتو قواتي» على النائب راجي السعد، ورغبتها الحصول على المقعد الماروني والتخلي عن نزيه متى الارثوذكسي، على ان يذهب المقعد الارثوذكسي الى حصة «الاشتراكي»، وتحديدا سامر خلف نجل الوزير السابق المرحوم عباس خلف، والمتأهل من ابنة الوزير الراحل جان عبيد. لكن هذه الاجواء تراجعت بعد المعلومات عن انهاء الخلافات والتباينات بين جعجع ورجل الأعمال انطوان صحناوي، قريب راجي السعد، مما ادى الى سحب «الفيتو القواتي» عن السعد، الذي عاد إلى حضور المهرجانات الانتخابية في الجبل. والصورة النهائية بحاجة لمزيد من الدرس بالنسبة للائحة جنبلاط ـ «القوات".
وحسب العاملين على الخط الانتخابي، فان المعركة في عالية ستكون مسيحية - مسيحية بامتياز، وتحديدا بين «القوات» و"التيار الوطني الحر» وصعبة على الطرفين، لكن اذا قرر الثنائي الشيعي التصويت لمرشح التيار في الشوف، فان حظوظه سترتفع جدا في ظل وجود 3000 آلاف ناخب شيعي في الشوف يصوتون» بلوك واحد".
اما في الشوف، فان المعركة على المقعد الكاثوليكي ستكون صعبة جدا على النائب العوني غسان عطالله، في ظل قرار جنبلاط ضم يوسف طعمة، نجل النائب السابق نعمة طعمة، الى لائحته، وهناك مرشحون للمجتمع المدني، فيما معركة النائب الحالي فريد البستاني ستكون قاسية وشرسة، لان الصوت التفضيلي للعونيين سيذهب الى عطالله. وفي معلومات مؤكدة ان باسيل يرغب بترشيح ماروني من الودايا بديلا عن فريد البستاني، الذي تكمن قوته في علاقاته الجيدة مع كل الاطراف وخدماته العامة على الجميع، لكن هناك معادلة دائمة في الشوف تتمثل بناجي البستاني وحضوره البارز، ويدرس خياراته بكل دقة، وقوته ايضا تعود الى علاقاته الجيدة مع الجميع، واذا حصل التفاهم بين البستاني و"الجماعة الإسلامية»، فان المعركة عندها تأخذ ابعادا مختلفة.
المعركة بدأت والمجتمع المدني الذي حصل على 3 مقاعد، درزي وماروني وسني في الانتخابات الماضية، من المستحيل الحفاظ على حصته. وبالتالي، فان من يحسم الامور هو «كسور الحواصل»، ومن يستطيع رفع نسب التصويت يحسم «كسور الحواصل» لصالحه، كما حصل في انتخابات 2022، حيث نال جنبلاط ٥ مقاعد، لكنه لم يتمكن من رفع نسبة التصويت لتأمين فوز ناجي البستاني المرشح على لائحته، فذهبت النتيجة الى فريد البستاني، وهذا السيناريو حصل مع «القوات» فذهبت النتيجة الى غسان عطالله .
اما في الإقليم، فالجميع بانتظار قرار «المستقبل» والموقف السعودي من ترشيح «الجماعة الإسلامية» سلبا ام ايجابا، فيما جنبلاط مرتاح لوضعه، ومقعد النائب بلال عبدالله محسوم .
هذه هي الصورة حتى الآن في الجبل .
رضوان الذيب -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|