اسرائيل لإخراج الجيش واليونيفيل من الجنوب.. لتملأ فراغهما؟!

أعرب الجيش الإسرائيلي الأحد عن قلقه مما وصفه بتسريب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة إلى حزب الله، وفق ما ذكره مسؤول عسكري رفيع.

وأشار المسؤول إلى أن "اليونيفيل تعتبر قوة مزعزعة" ولا تسهم في نزع سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن وجودها يقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي ويثير القلق من احتمال تسرب صور لأنشطة القوات لحزب الله.

وأكد أنه كلما أسرعت اليونيفيل في مغادرة المنطقة وإنهاء أنشطتها، كان ذلك أفضل.

بدأت تل ابيب عملية التمهيد لحرب جديدة على لبنان لان سلاح حزب الله لم يتم نزعُه، بالتصويب على الدولة والجيش اللبنانيين، على اعتبار انهما مقصران في مهمة نزع السلاح.. لكنها لم تقف عند هذا الحد، بل ها هي اليوم توسع انتقاداتها لتشمل ايضا اليونيفيل. هي وجهت اليها تهمة خطيرة حيث اعتبرتها متواطئة مع الحزب، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية".

التصويب على الجيش ومن بعده على اليونيفيل - وهما القوتان العسكريتان الوحيدتان (مبدئيا) اللتان يجب ان تنتشرا جنوبا، تتوخى منه إسرائيل هدفين - الاول، وضع المجتمع الدولي في صفها في اي حرب جديدة على لبنان، على اعتبار ان الجيش والقوات الدولية فشلا في مهمتهما ولم يفككا بنية الحزب العسكرية.

والثاني، قطع الطريق نهائيا على اي تجديد لليونيفيل (مهامُها تنتهي في الربيع المقبل، وقرر مجلس الامن اصلا منذ اشهر عدم التجديد لها) وتأليبُ واشنطن عليها اكثر، علما ان الولايات المتحدة كانت من معارضي التمديد لها في ايلول الماضي، علّ هذه الضغوط تنفع في تقليص واشنطن اكثر لميزانية اليونيفيل.

والسؤال الذي يفرض نفسه والحال هذه، هو ما الذي تخطط له تل ابيب بعد الحرب المرتقبة او في المرحلة المقبلة، وما الذي تتوخاه من اخراج اليونيفيل وحتى الجيش من الجنوب؟ هل تتطلع الى ان تملأ هي فراغهما؟

لارا يزبك - المركزية