وليد بك حمامة سلام
في 7 آب، أطفأ وليد بك ستًا وسبعين شمعة ملأى بالحب، وبالأحداث، وبالشغف، وبنمو دخله الفردي، ومن يشاهده اليوم يسير الهُوينى على كورنيش المنارة، كمواطن مثل سائر المواطنين يرَى أن السنين أحنت ظهر الزعيم الدرزي بقدر ما زادته حكمة وروية وهدؤًا وتسامحًا وتعلّقًا بالكلاب من ذوات السمعة الطيبة.
فإن سُئل في مقابلة عن علاقته بوفيق صفا ذاب رقة وحنانًا، بمجرد سماعه الاسم فتح ذراعيه لاحتضانه، وإن حدّق في صورة محمد رعد ابتسم بوداعة للوجه الصبوح (الحيط سابقًا). ولشدة تعلّق زعيم المختارة بأستاذ عين التينة وأفكاره وطوباويته، راح يعِد الأنام بخلاص آتٍ مع قادم الأيام من خلال الوحدة الوطنية، لا خلاص من دون الوحدة. هي سبيلنا نحو النصر.
ولأن أبا تيمور اعتزل الغرام ودخل عوالم الزهد والتقشف وقهر الذات والحكمة، تغيرت اهتماماته وأولوياته فانصرف إلى التبشير بالحوار مستلهمًا من كلمات البابا نبيه والبابا لاوون الرابع عشر تأكيدهما "على أسس الحوار والمحبة والسلام بعيدًا من رسل الشؤم والتنظير والحرب من كل حدب وصوب" كما غرّد "بك" التغريد.
عاش وليد جنبلاط الأيام البابوية الثلاثة غائصًا في حالة تماهٍ مع الفضائل السماوية متوقفًا عند كلام رأس الكنيسة الكاثوليكية عن "ضرورة التعالي عن الجراح الخاصة أو الجماعية" أبكيتني يا بك. لم نعهدك بهذا الصفاء الرباني، وهذا الانفتاح على الآخر.
"إن الحوار واجب وطني في كل لحظة وفي كل يوم أفضل رسالة إلى دعاة التقوقع أو الفدرالية أو هواة التبشير بالحروب" كتب البك على منصة إكس. تبًّا لدعاة الفدرالية ورثة بناة الإدارة المدنية الضاربة جذورها في جبلنا الأشم.
فدرالية؟ كش برّا بعيد.
كم تغيّر وليد بك في عشقه الانصهار والحوار. وكم بات لبقًا وناعمًا وحريصاً على مشاعر الآخرين كأن يسأل في تغريدة:
"هل صحيح أن عشرات الضبّاط من (بقايا) النظام السوري السابق يقيمون في البلد بحماية بعض الأحزاب وما هو موقف السلطة من هذا الموضوع؟"
من هي "بعض الأحزاب" التي وفرت الغطاء لضباط بشار وأبيه حافط؟ الكتلة الوطنية والكتل الدائرة في فلكها أو هو حزب سبعة وأشقاؤه ستة وخمسة وأربعة... أو"حزب السلام" لصاحبه روجيه إده...؟
لطف من البك ولياقة حرصه على مشاعر حزب إيران في لبنان. عامل السبعة ودمتها.
تُرى هل تقمّص وليد بك جنبلاط بحمامة سلام بيضاء؟ أوَتكون هي الحمامة نفسها التي غطت على الـ "بابا موبيلي" ورافقت قداسته إلى القداس الحاشد. قبل أن تعود في المغيب إلى عشها في كليمنصو؟
عماد موسى -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|