شهر عسل سياسي متواصل بين عون وبرّي... مع توافق لافت على الملفات الرئيسيّة
عبارة واحدة يردّدها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي حين يُسألان عن علاقتهما السياسية، فيقول الرجلان: "انها اكثر من ممتازة، وهناك تواصل وتشاور وتعاون"، هي الجملة الاكثر واقعية، التي رسمت دروب العلاقة بين بعبدا وعين التينة، حيث الكيمياء ظاهرة وبالخط العريض، فلا مشاكل ولا اعتراضات، بل تباين في بعض وجهات النظر ليس اكثر. ولم يصل ذلك التباين في اي مرّة الى إشكال او خلاف سياسي، لانّ الرجلين يفهمان على بعضهما، ويسيران على الخطوط الديبلوماسية حتى الآن.
وبالتالي فنجاح العهد يتطلب وفاقاً مع الرئاستين الثانية والثالثة، وهنا لا بد ان نشير الى انّ العلاقة مع السراي من قبل عون وبرّي تشهد احياناً بعض "الطلعات والنزلات" وتظهر في العلن، على الرغم من انّ المعنيين بها يعملون على إخفائها، ألا انها ظهرت حيث يغيب التناغم مع رئيس الحكومة في بعض الاحيان حول بعض الملفات، فيما يطغى التوافق بين عون وبرّي في القضايا الرئيسية.
الى ذلك، يقول مقرّبون ومطلعون على العلاقة بين الرئاستين الاولى والثانية لـ" الديار" إنّ الرجال تعرف لحظة المواقف الصعبة، وهما من هذه الطينة ومن فئة رجالات الدولة حيث تليق بهما المراكز العليا، وهما يعرفان جيداً مدى خطورة المرحلة الحالية، وهذا يتطلب تعاوناً كبيراً وتوحيداً في الكلمة، خصوصاً في الملفات الهامة والاستحقاقات المصيرية، لذا نراهما متناغمين ويعرفان جيداً كيف تتخذ القرارات وفي اوقاتها، وهما لا يُحسدان على مهمتهما الصعبة لا بل الشاقة، لكن هما "قدها وقدود". وبالتالي، فالظروف تفرض عليهما المضي في هذه السياسة، وإلا سقطا معًا في المهمة المطلوبة منهما.
ويشير المقرّبون الى انّ الرئيس جوزف عون تعلّم من تجربة سلفه الرئيس ميشال عون، الذي حاول في بعض الاحيان التفرّد بالحكم فحورب من قبل البعض، لانّ لبنان لا يُحكم منفرداً والدستور لا يعطيه هذه الصلاحيات، لذا تلقى السهام من بعض الاطراف ولم ينجح عهده، فيما المطلوب اليوم الالتزام بالتوافق بين أركان الحكم لضمان نجاح العهد، الذي يتطلّب في ظروف حساسة، كتلك التي نمر بها، التفاهم الكلي بين بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، لانّ لبنان يمرّ في اوقات عصيبة جداً لم يشهدها في اي حقبة من تاريخه.
وعن سبب فشل العلاقة بين الرئيس السابق ميشال عون والرئيس برّي، يشير المطلعون الى انّ العهدين مختلفان من جميع النواحي، لانّ البعض أدّى دوراً كبيراً في إفشال العلاقة بينهما، فسادت الخلافات والصراعات داخل المجلس النيابي والحكومة، وفشلت محاولات الاصلاح تحت عناوين عديدة، الى ان بات عنوان العهد السابق "ما خلونا"، فكان النائب جبران باسيل الاول على خط الخلافات مع الرئيس برّي، بعد ان اختار استراتيجية سياسية مختلفة، لم تلقَ تجاوباً حتى من اقرب المقرّبين، ومن ضمنهم حزب الله الذي سكت على مضض، حفاظاً على العلاقة مع الرئيس ميشال عون، التي احتاجت في بعض الاحيان وخلال فترة العهد السابق الى ترميم سياسي سريع، كيلا يتفاقم التباعد.
كذلك علاقة العهد العوني مع الاحزاب المسيحية وصلت الى ادنى المستويات، بحسب المطلعين، فيما العهد الحالي يقف على مسافة واحدة من الجميع، فلا عداء مع أحد، بل جهود للتقارب بين كل القوى السياسية، تحت عنوان إنقاذ البلد، لانّ الوقت لا يتسع للصراعات الداخلية، كما انّ الرئيس جوزف عون يفهم اللعبة السياسية جيداً، ويضع علاقته مع الرئيس برّي كأولوية، والاخير يبادله الرأي والمعاملة.
صونيا رزق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|