جنرال إسرائيليّ يُحذّر من حرب استنزاف في لبنان وسوريا
أبدى الجنرال يسرائيل زيف رئيس شعبة التخطيط السابق في الجيش الإسرائيلي، انتقادات واسعة للسياسة المتبعة في سوريا، وقال إنّه "إسرائيل بدل السعي لاتفاقيات تنقل المسؤولية الأمنية إلى الجيوش المحلية في لبنان وسوريا، تدفع إلى حرب استنزاف تنهك الجيش الإسرائيلي، وتلزم الجنود بتنفيذ اعتقالات داخل العمق السوري وكأنها عمليات في نابلس".
وأضاف زيف للقناة الـ12 الإسرائيليّة، أنّ "عدوان الجيش الإسرائيليّ في سوريا يُمثّل تعبيرا واضحا عن ارتباك وغياب استراتيجية، في ظل غياب أي وضوح سياسي بخصوص ما تريده إسرائيل"، واصفا الوضع بأنه "خطأ عملياتي يُميّز نهاية الحرب على الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه".
وأشار إلى أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من إسرائيل الحفاظ على الحوار مع سوريا وتجنّب التدخل في شؤونها"، موضحا أن "ترامب تحدث مع بنيامين نتنياهو هاتفيا حول الأمر، ما يدفع للتساؤل بشأن هدف إسرائيل في سوريا، ومستقبل دمشق، وما إذا كان ترامب مدركا لما يجري، وما إذا كانت هناك أطراف داخل إسرائيل منخرطة في التوجهات التركية للسيطرة على سوريا".
ويرى زيف أنّ "الحكومة الإسرائيليّة تخفي رأسها في الرمال لدوافع سياسية ترتبط بعلاقة نتنياهو بترامب وما يمليه الأخير عليه، بعيدا عن ممارسة السياسة".
واعتبر أنّ "غياب التوجيه السياسي يجعل الجيش الإسرائيلي رغم تآكله، الجهة الوحيدة التي تواصل العمل دون تساؤلات، فيما تلقي الحكومة الإسرائيليّة اللوم عليه بدلا من تحمّل مسؤولياتها"،
ويصف زيف "هذه السياسة بأنها تتجاوز الأخطاء العملياتية لتتحول إلى حماقة استراتيجية، تتجسد في نشوة القوة التي تدفع إسرائيل لاستخدامها في أي مكان، وفي الوقت عينه، تمنع الجيش السوري من الانتشار قرب الحدود، وتتجاهل سيادة سوريا بالكامل عبر اعتقال أفراد منظمة وصلوا إلى المنطقة نتيجة وجود الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أنّ "الحكومة السورية، التي يجب إجبارها على التعامل مع هذه الظاهرة، تُمنع من التواجد في تلك المناطق".
وشدّد زيف على أنّ "المطلوب إسرائيليا هو المضي في الاتفاقية الأمنية مع سوريا، التي يجري تأجيلها، بحيث تنقل المسؤولية إلى الجيش السوري بعد إعادة بنائه تحت إشراف أميركي لا تركي".
واعتبر أنّ "للاتفاقية دورا محتملا في إعادة تشكيل سوريا، مع الحفاظ على التوازن السعودي التركي"، مشيرا إلى أن المنطقة الأمنية الخالية من الأسلحة الثقيلة يجب أن توضع تحت سيطرة الجيش السوري الجديد لمنع العداء المستقبلي لإسرائيل".
وتابع زيف أنّ "ورود معلومات استخباراتية عن منظمة مسلحة يجب أن يدفع إلى نقل المسؤولية إلى الأجهزة السورية مع تحقق إسرائيل من التنفيذ، وفي حال لم يتم التعامل مع التهديد، يمكن تنفيذ هجوم جوي دون إرسال قوات برية لدوريات في سوريا كما لو كانت الضفة الغربية، لأن هذا النهج يخدم الرواية التركية التي تصف إسرائيل بأنها تنتهك السيادة".
وأوضح أنّ "الوضع في لبنان مشابه، إذ إن الهجمات اليومية الإسرائيلية، رغم دوافعها الداخلية ورغبة إسرائيل في التكفير عن إخفاق السابع من تشرين الاول 2023، لا تشكل سياسة طويلة الأمد، وتخلق حربا مستمرة تضعف الحكومة اللبنانية، وتمنعها من تحمل مسؤولية تفكيك "حزب الله"، ما يدفعها إلى تبني سياسة معادية لإسرائيل والعودة لدعم "الحزب".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|