الصحافة

عاملة التنظيفات التي هزت عرش نتنياهو باتفاق ضمني

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سارة نتنياهو الزوجة الثالثة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأم اثنين من أبنائه، تكاد تكون من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في السياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية.

فيما تختلف وجهات النظر بين من يراها رمزًا للقوّة والنفوذ والسلطة، ومن يتهمها بملفات فساد والتأثير على سير العدالة، يُجمع العديد من المصادر والتقارير على دورها المحوريّ في القرارات السياسية التي يتخذها زوجها. فقد وصفها الصحافيّ وكاتب السيرة الذاتية لبنيامين نتنياهو، بن كَسبيت بأنها رئيسة الوزراء الفعلية. وفي مقال نشر على موقع صحيفة "معاريف"، كتب كسبيت: "أصبح الأمر علنيًا. إنه جزء لا يتجزأ من حياتنا... نحن نُعوِّد أنفسنا على حقيقة أن أحدهم قد فكّك قيادة الدولة لصالح إدارة عائلية فوضوية".

وفي هذا السياق، يلفت موقع "العين السابعة" العبري إلى أن دور سارة يختصر في ترسيخ ما يسمّيه "آلية الديكتاتورية التعسّفية"، من منطلق أنه على المسؤولين المنتخبين أو الذين يرغبون في الترشح للانتخابات، أو العاملين في الخدمة العامة مراعاة المعايير غير الرسمية التي وضعت لإرضاء سارة نتنياهو.

سارة التي ترافق زوجها في معظم زياراته إلى الخارج وخصوصًا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحضورها الدائم في معظم المناسبات الرسمية في الداخل الإسرائيلي، ناهيك باهتمامها المفرط بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، يظهر عمق دورها السياسي ومشاركة زوجها في معظم القرارات المصيرية.

السلطة الخفية 

يظهر نتنياهو مدى تقديره واحترامه زوجته من خلال اصطحابها إلى معظم المناسبات، ويحرص على الإمساك بيدها على الدوام، كما يصرّ على وصفها بالشريكة الرائعة، خصوصًا في لقائه عبر "فوكس نيوز" الأميركية. وعادة ما يستخدم نتنياهو في معظم تصريحاته الرسمية عبارة "زوجتي وأنا..." في دلالة واضحة على مدى تعزيز موقعها ودورها في السياسة الداخلية والخارجية لإسرائيل.

مردّ دور سارة السياسي، وبحسب المسؤول السابق في سلاح الجوّ الإسرائيلي ديفيد آرتسي، يعود إلى وجود اتفاق سرّي موقع بين بنيامين وسارة يقضي بالسماح لها بالمشاركة في جلسات حكومية سرّية والشراكة في الموافقة على تعيين كبار المسؤولين، خصوصًا الأمنيين منهم (حقها في الموافقة المكتوبة على تعيين رئيس هيئة الأركان ورئيسي جهازي "الموساد" و "شاباك"). وفي حال خرق نتنياهو هذه الشروط، ينصّ الاتفاق على أن تتحوّل أملاكه كافة إليها.

إذًا، لا يختلف اثنان في الداخل الإسرائيلي على اعتبار سارة السلطة الخفية التي كانت وما زالت وراء العديد من القرارات السياسية والإدارية على الرغم من عدم شغلها منصبًا رسميًا في الحكومة.

وفي هذا السياق، تشير تقارير إلى تدخلها المباشر في التعيينات في الوزارات السيادية وتعيينات الموظفين، وتأثيرها في القرارات السياسية، وتُمارس ضغوطًا على وسائل الإعلام.

عندما عيّن رئيس الوزراء ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك) في أيّار، أشار بعض الصحافيين إلى التأثير المحتمل لسارة التي يُعتقد أنها قريبة من أوساط زيني.

كما تدخلت في تعيين رئيس جهاز "الموساد" على مدى 10 أعوام ومنعت تعيين مسؤولين حكوميين كبار في وزارة الخارجية.

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، سعت سارة نتنياهو إلى إقالة المتحدّث الحكومي إيلون ليفي بسبب انتقاداته لنتنياهو ومشاركته في الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي في إسرائيل خلال 2023.

لم يتوقف تدخل سارة عند هذا الحدّ، فقد ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أنها طلبت من الوزراء التوقيع على رسالة توصية إلى الرئيس الإسرائيلي لمنح رئيس الحكومة عفوًا عن القضايا التي يُحاكم فيها بتهم تتعلّق بالفساد.

قضايا الفساد: الوجبات

في عام 2018، وُجهت إلى سارة نتنياهو تُهمًا بالاحتيال وإساءة استخدام الأموال العامة، في قضية الوجبات. يومها اتهمتها السلطات بطلب وجبات فاخرة بتكلفة 100,000 دولار أميركي، رغم وجود طاهٍ دائم في مقرّ رئيس الوزراء. وفي عام 2019، حكمت محكمة إسرائيلية على سارة بدفع غرامة بقيمة عشرة آلاف شيقل (2800 دولار) وتعويض للحكومة الإسرائيلية بقيمة 45 ألف شيقل بعد إدانتها بالاحتيال واستخدام أموال الدولة لدفع ثمن وجبات طعام.

التأثير على محاكمة زوجها 

في كانون الأول 2024، فتحت الشرطة تحقيقًا جنائيًا ضد سارة نتنياهو بتهمة محاولة التأثير على شاهد رئيسي في محاكمة زوجها.

ويستند التحقيق إلى تقرير استقصائيّ نشره برنامج "عوفدا" على القناة 12 الإسرائيلية، والذي كشف عن أن سارة نتنياهو طلبت من هني بليويس، مساعد زوجها السابق، تنظيم احتجاجات وشن حملات على الإنترنت ضد هداس كلاين، الشاهدة الرئيسية في قضية فساد تتعلّق بتلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي هدايا فاخرة من رجال أعمال مقابل امتيازات سياسية.

ومنذ فترة وجيزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن ممارسة سارة ضغوطًا على وزراء حزب "الليكود" لتوقيع رسالةٍ موجهة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تطالبه فيها بمنح العفو لزوجها عن القضايا الجارية ضده أمام القضاء. وبحسب التقرير، قادت وزيرة حماية البيئة إيديت سيلمان حملة التوقيع على الرسالة، التي أيّدها جميع وزراء ونواب "الليكود"، واعتبروا أن استمرار محاكمة نتنياهو يضرّ بوحدة الشعب الإسرائيلي، كما أشاروا إلى أنه "يُحقق نصرًا تاريخيًا على أعداء إسرائيل"، على حدّ تعبيرهم. وأضافت القناة أن سارة تدخلت شخصيًا لإقناع الوزراء المتردّدين بالتوقيع، قائلةً لهم: "التوقيت مناسب، حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب ذلك. القضايا لا أساس لها ولن تؤدي إلى شيء… لننهِ الأمر فقط". وأوضحت الهيئة أن الرسالة تمّ تسليمها رسميًا إلى مكتب الرئيس هرتسوغ.

إرباك 

وفق ما بثته قناة أخبار 12 العبرية، فقد تسبّبت سارة في إرباك التنسيق بين تل أبيب وواشنطن بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بعدما دفعت زوجها إلى التراجع عن تعيين مايكل آيزنبرغ منسقًا مشتركًا مع الأميركيين.

وبحسب التقرير، كان من المقرر أن يتولى آيزنبرغ، وهو مستثمر ورائد أعمال بارز، مسؤولية التنسيق مع الإدارة الأميركية حول ترتيبات وقف إطلاق النار، غير أن نتنياهو علّق تعيينه فجأة بعد أسابيع من الاجتماعات التحضيرية دون إصدار أيّ بيان رسمي.

ونقلت القناة عن مصادر سياسية في تل أبيب أن سارة نتنياهو مارست ضغوطًا مباشرة على زوجها، بعدما أعربت عن امتعاضها من العلاقة القوية التي تربط آيزنبرغ برئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، إذ كان مستثمرًا رئيسيًا في شركته "سيوتا" قبل بيعها في صفقة شهيرة.

تغيير اسم مدرسة في طبريا

أثار تدخل سارة لتغيير اسم مدرسة "إرليخ" في طبريا إلى اسم والدها جدلًا كبيرًا بحسب ما أفادت صحيفة "معاريف".

وفي التفاصيل، قدّم ياهف إرليخ، حفيد آشر زيليغ إرليخ، أحد روّاد التعليم العبري في الجليل ومؤسس المدرسة التماسًا عاجلًا إلى محكمة الشؤون الإدارية، يطلب فيه منع بلدية طبريا ورئيسها من تغيير اسم المدرسة التاريخية. وجاء في الالتماس أن القرار اتُخذ "دون صلاحية قانونية، ودون إشراك الجمهور، ومن دون إجراءات إدارية سليمة، ما يشكل ضررًا جسيمًا وافتقارًا للاحترام تجاه الإرث التعليمي للمدينة ومؤسس المدرسة آشر زيليغ إرليخ".

"حزب اللّه": استثمار القضايا في حرب الظلّ

وجّهت مجموعة من المحققين من خلال تحقيق تلفزيوني بثته القناة 12 الإسرائيلية، اتهامات إلى سارة نتنياهو بتسريب أسرار الدولة إلى الأمين العام السابق لـ "حزب اللّه" السيد حسن نصراللّه. هذه الاتهامات وصفها زوجها بأنها مجرّد افتراءات كاذبة.

وفي سياق الحرب النفسية والإعلامية، يسعى "حزب اللّه" إلى استثمار القضايا المتعلّقة بسارة نتنياهو، فيستخدم اسمها في وسائل الإعلام التابعة له كدليل على فساد النظام الإسرائيلي.

عاملة تنظيفات

أكّدت سارة أنها عملت بتنظيف المكاتب والأرضيات خلال فترة دراستها، إضافة إلى تنظيف المراحيض. وقالت: "نظفت بصورة جيّدة، وكنت أسير من محل إقامتي إلى مركز عملي سيرًا على الأقدام لأوفر ثمن تذكرة الباص، لأنه كان يجب عليّ أن أموّل دراستي، إيجار الشقة وتكاليف معيشتي، ومصمّمة على ألا أطلب من أهلي مساعدة، والدي كان مدرّسًا متقاعدًا يعيش على مخصصات التقاعد المحدودة، وشعرت أنني ملزمة بمساعدة أهلي قدر المستطاع وعدم الطلب منهم".

أكثر امرأة مكروهة

بعد مرور سنتين على زواجهما، صدم نتنياهو العالم باعترافه بخيانة زوجته سارة. وبحسب تقارير إعلامية، وافقت سارة على البقاء معه فقط بعد أن جعلته يوقع على نوع من الاتفاق السرّي الذي ينصّ على أنه لا يستطيع الاتصال بنساء أخريات من دون علمها، ولا يمكنه الذهاب إلى أيّ مكان من دونها ويضمن لها صلاحيات واسعة في مسيرته المهنية والقدرة على التحكّم في قراره السياسي والتأثير فيه.

التزم نتنياهو بالاتفاق السرّي على الرغم ممّا نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن بن كسبيت، كاتب سيرة نتنياهو، بأن سارة هي أكثر امرأة مكروهة في إسرائيل ولو طلّقها لكان على الأرجح أكثر شعبية، لكنه يحبّها ويعتمد عليها ويعمل دائمًا على تبرئة اسمها من خلال قوله على الدوام إن عمل زوجته يقتصر على "العناية بالأطفال المصابين بالسرطان ومساعدة العائلات الثكلى والناجين من المحرقة النازية". كما ويبرّر اصطحابها معه في رحلات إلى الخارج بسبب علاقتهما الرائعة. وأضاف: "سارة زوجتي، أم أبنائي، هي امرأة تفعل الكثير من أجل سكان إسرائيل".

وليد فريجي -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا