بري على رصيف انتظار المفاوضات التي يريدها عسكريّة لا اقتصاديّة
قبل تسعة أشهر، وتحديدا في آذار الماضي، وقبل مضي نحو شهر بعد الستين يوماً، لاختبار تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي، طرحت الموفدة الرئاسية الأميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس، تخطي عمل "اللجنة الخماسية" العسكرية برئاسة ضابط أميركي (الميكانيزم)، والذهاب الى تشكيل لجنة سياسية – ديبلوماسية من الحكومتين اللبنانية و"الاسرائيلية"، والبدء بمفاوضات مباشرة، للوصول الى سلام بينهما، من خلال توقيع اتفاقات ابراهام، التي كانت دول عربية عقدتها مع الكيان الصهيوني.
لم يقبل لبنان العرض الأميركي، وتمسك باتفاقية الهدنة للعام 1949، وبدور اللجنة العسكرية بانجاز اتفاق وقف الأعمال العدائية، مما دفع بالادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، إلى إعطاء الضوء الأخضر للعدو "الاسرائيلي" بالتصعيد العسكري ضد لبنان، ليخضع للشروط الأميركية، وتم تحديد مهل زمنية لانهاء وجود السلاح غير الشرعي، وتحديداً سلاح حزب الله.
واخذت الحكومة قراراً بحصرية السلاح في 5 آب الماضي، لكن واشنطن اعتبرته غير كاف، وشككت في عمل الجيش، وعرقلت زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل اليها، في وقت أكد العدو الاسرائيلي ان الجيش اللبناني لا يقوم بما هو مطلوب منه في نزع سلاح حزب الله بالقوة، وان "الجيش الاسرائيلي" هو من سيقوم بالمهمة، وبتوسيع الحرب في كل لبنان حتى العاصمة بيروت، فاستهدف رئيس اركان حزب الله هيثم علي طباطبائي، لانه يعيد ترميم هيكلية الجسم العسكري للحزب، الذي قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إنه تعافى وهو على جهوزية عسكرية، الى أن تحدث بعد اغتيال طباطبائي، بأن الحزب سيرد في الزمان والمكان المناسبين عليه.
في ظل هذه التطورات، أعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون تعيين السفير السابق سيمون كرم عضواً مدنياً في لجنة "الميكانيزم"، وقد جرى ذلك بالتشاور والتوافق مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، التي أوفد اليها الرئيس عون مستشاره اندريه رحال، الذي نقل الاسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى استعجال تعيين مدني مفاوضاً، وهي المخاطر التي تهدد لبنان، من جراء التهديدات "الاسرائيلية" بشن حرب عليه، ونقلها اكثر من موفد دولي وعربي، مما اضطر الرئيس عون الى تعيين كرم بمباركة أميركية، وفق ما تقول مصادر مطلعة على الاجواء السياسية والديبلوماسية التي سبقت تسمية كرم لمهمة سياسية في "لجنة الميكانيزم"، تجاوباً مع الضغط الأميركي، الذي وصل الى حد تحذير الموفد الأميركي توم براك لبنان بأنه سيترك لمصيره وحده.
دليل الحياة بعد التقاعد
هذا وسيعطي الرئيس بري فرصة لمفاوضات ضمن "لجنة الميكانيزم"، تحت عنوان عسكري فقط، وليس لأهداف اقتصادية، كما اعلن رئيس حكومة العدو "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو(وهذا ما نفاه رئيس الجمهورية جوزيف عون في جلسة مجلس الوزراء أمس)، الذي كشف عن شروطه قبل ان تبدأ المفاوضات، فتتلاقى مع مشروعه "الشرق الأوسط الجديد"، الذي أكد انه يتحقق، وهو يتوافق مع اقتراح الرئيس الأميركي باقامة "منطقة اقتصادية" على اسمه في الجنوب عند الحدود مع فلسطين المحتلة، تكون منزوعة السلاح، فيطمئن سكان المستوطنات الصهيونية على امنهم واستقرارهم، كما يرغب العدو "الاسرائيلي".
انها بداية طريق المفاوضات التي ذهب اليها لبنان الرسمي بارادته، لان المنطقة كلها تسلكها، ولا يمكن للبنان أن يتأخر عنها، كما أعلن كل من الرئيسين عون وسلام، في وقت يقف الرئيس بري عند رصيف الانتظار، ليرى ما ستؤول اليه المفاوضات.
كمال ذبيان - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|