نجاح المفاوضات من مسؤولية إسرائيل و”الحزب”
بين اجتماعات “الميكانيزم” من جهة وزيارة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن للبنان من جهة ثانية، يتحرك الوضع اللبناني في اتجاه المزيد من الإهتمام الدولي الذي يسلك مسار إعادة لبنان إلى الخريطة الدولية وجعله جزءًا لا يتجزّأ من عملية السلام في المنطقة.
في المفاوضات مع إسرائيل وبعد تكليف السفير سيمون كرم بقيادة الوفد اللبناني، يُنتظر في المراحل المقبلة أن يتمّ ضمّ شخصيات جديدة إلى هذا الوفد، شرط أن يكون الجانب الإسرائيلي قد تجاوب مع مطالب لبنانية تفتح الطريق نحو المزيد من النقاش في المشاكل العالقة والتي يطالب لبنان بحلّها بدءاً من الانسحابات ووقف الاعتداءات والخروقات وإطلاق الأسرى ومعالجة التحفّظات الحدودية وصولاً إلى الأهمّ وهو اتفاق سياسي أمني يضمن استقرارًا مستداماً عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في مسألة المفاوضات فإنّ مسؤولية نجاحها تقع على طرفين تواجههما الدولة اللبنانية:
الطرف الأول هو إسرائيل التي يجب أن تدرك بأنّ أيّ فشل للدولة اللبنانية سينعكس سلباً عليها وسيُبقي حال التوتر والحرب قائمة عند الحدود ولذلك فإسرائيل مطالبة بخطوات إيجابية تجاه ما تقوم به الدولة اللبنانية في عملية نزع سلاح حزب الله، ولا يمكن لها أن تؤجّل البدء بهذه الخطوات إلى ما بعد إنجاز عملية حصر السلاح بالكامل فهذا الشرط ليس منطقياً ولا يتناسب مع مبدأ ومسار التفاوض، علماً أنّ أيّ خطوة إسرائيلية إيجابية ستُعطي السلطة في لبنان جرعة دفع إلى الأمام في عملية حصر السلاح وستجعلها أكثر قوة في مواجهة حزب الله.
الطرف الثاني هو حزب الله الذي يجب أن يدرك أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه ليس لصالحه لا عسكرياً ولا سياسياً ولا شعبياً، وأنّ نجاح المفاوضات هو السبيل الوحيد لإعادة الإعمار وتثبيت الجنوبيين في أرضهم من دون خوف من عملية تدمير أو تهجير جديدة، فالحزب كما هو واضح لا يريد الحرب ولكنه في الوقت ذاته لا يريد التفاوض فماذا يريد إذاً؟ هل يريد استمرار الوضع على ما هو عليه اليوم؟ وهل يريد لبيئته أن تواصل دفع ثمن مشروع غريب لن يرى النور أبداً؟
لن تنفع الحملة على تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض، فلا حلّ سوى بالتفاوض ومن ينتظر معجزة أو انقلاباً في الأوضاع الإقليمية عله يستعيد عافيته فهو حالم وواهم فموازين القوى تغيّرت ومن دفع الثمن مرة سيدفعه مضاعفاً إن لم يدرك أنّه أصبح عند رعاته مجرد ورقة قد لا تجد من يقبل المساومة عليها.
بسام أبو زيد -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|