الصحافة

الحزب يفضل زج بيئته في التدمير والحرب بدلًا من خيار التفاوض؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في تطور سياسي- روحي غير اعتيادي، تكشف معطيات خاصة بـkataeb.org أن البابا لاوون الرابع عشر منح، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ما يشبه "الإذن المعنوي" لرئاسة الجمهورية لإطلاق مسار تفاوضي جديد، أوكِل إلى السفير السابق سيمون كرم. 

هذه الإشارة البابوية لم تكن مجرد لفتة رمزية، بل وفرت غطاء دوليًا غير معلن أتاح للرئيس جوزاف عون فتح الباب أمام مبادرة حساسة، بدأت معالمها تتبلور مباشرة بعد مغادرة البابا إلى روما، لتكون نقطة فصل في المشهد اللبناني الضاغط.

وتفيد مصادر واسعة الاطلاع أن قبول "ثنائي أمل - حزب الله" بتعيين كرم لم يكن خيارًا طوعيًا بقدر ما كان نتيجة ضغط دبلوماسي مكثف هدفه تفادي انزلاق لبنان إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل. 

فالحزب، وفق المعطيات نفسها، تمسك برفضه لأي مسار تفاوضي، معتبرًا أن مجرد الدخول في اي نقاش  سوف يمس ببنيته العسكرية ويضرب موقعه ضمن المعادلة الإقليمية، ومع ذلك، تتقاطع القراءات حول الخطاب المرتقب لنائب الأمين العام نعيم قاسم مساء اليوم باعتباره الإعلان السياسي الذي سيحدد التموضع الرسمي للحزب. 

وتشير مصادر متابعة إلى أن الموقف محسوم سلفًا ولا يحتاج إلى نقاش داخلي طويل، إذ إن التفاهمات المسبقة بين الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري رسمت الخطوط العريضة للرد، وهو ما يفسر الصمت المديد الذي يلتزمه الحزب منذ الإعلان عن التكليف.

وتكشف مصادر سياسية أن قاسم سيعلن موافقته في “المسار التقني” للتفاوض، أي لا تفاوض مباشرًا، ولا بحث في ملف السلاح خارج جنوب الليطاني، رغم أن إسرائيل، المدعومة بضمانات أميركية، تضع مسألة السلاح في قلب أي نقاش وتعتبرها أولوية تتقدم على سائر العناوين، فيما يرى الحزب أن طرح هذا الملف هو استهداف مباشر لقدراته الاستراتيجية ومحاولة لانتزاع مكاسبه الإقليمية على طاولة غير متكافئة.

 وتذهب التقديرات وفق قراءة المصادر نفسها، إلى أن أي اشتباك داخل المفاوضات حول هذا البند قد يعيد لبنان إلى حافة حرب تتحمل مسؤوليتها قيادة الحزب وحلفاؤها في طهران. 

في المقابل، تحرص إسرائيل على الفصل بين المسار التفاوضي وحقها في تنفيذ ضربات استباقية كلما اقتضت الضرورة، مستندة إلى هامش واسع تمنحه لها الورقة الأمنية الأميركية، ما يرفع منسوب احتمالات التصعيد في حال تعثر التفاهم على الخطوط الأولية.

وفي موازاة هذه التعقيدات، تكشف مصادر دبلوماسية أن زيارة وفد مجلس الأمن إلى لبنان التي بدأت من القصر الجمهوري في بعبدا تحمل هدفًا مركزيًا، مفاده تقييم الوضع الميداني في الجنوب في لحظة شديدة الحساسية، مع اقتراب انتهاء ولاية “اليونيفيل” واستمرار انسحابات متتالية من عناصرها منذ الشهر الماضي.

 وتشير المعلومات إلى أن 640 عنصرًا غادروا مواقعهم حتى الآن، ما يعكس تبدلًا جوهريًا في البيئة الأمنية وانكشافًا متزايدًا في الرقابة الدولية على الحدود، الأمر الذي يضع الجنوب أمام مرحلة غير مسبوقة من الضبابية.

أمام هذا المشهد المتداخل، يعود السؤال الجوهري إلى الواجهة: هل سيتجه الحزب نحو خيار الحرب مهما كلف الأمر ولو على حساب بيئته وحاضنته الاجتماعية أم أنه سيقبل بالتفاوض، وظيفته الأساسية تفادي الانفجار ومواجهة محتملة قد تكون الاختبار الأكثر خطورة على الحزب وعلى الدولة في آن واحد؟

شادي هيلانة -Kataeb.org

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا