"حلم" كونداليزا رايس بـ"الشرق الأوسط الجديد" يتحقق الآن؟!

يؤكد مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان ما يحصل منذ سنتين لغاية اليوم ليس فقط بسبب شرارة "طوفان الأقصى" او مجرد تغيير سياسي، بل تغيير أعمق في الأنظمة القائمة... يخطط له منذ العام 2006، حين اطلقت وزيرة الخارجية الاميركية وقتذاك كونداليزا رايس مصطلح "الشرق الاوسط الجديد" المرافق مع "الفوضى الخلاقة"... اذ يبدو ان رؤية الجمهوريين منذ عهد الرئيس جورج بوش لاعادة تشكيل هذه المنطقة تحقق اليوم على يدّ الرئيس دونالد ترامب، بالتعاون مع اسرائيل.

ويذكر المصدر ان الحرب على لبنان في العام 2006 وُصفت على لسان الادارة الاميركية بأنها "مخاض" لهذا الشرق الأوسط الجديد، باعتبار أن الدمار والانكفاء قد يشكّلان "ولادة" لنظام إقليمي جديد.
ويربط المصدر الديبلوماسي ما يحصل في لبنان منذ العام 2019 بهذا المسار، قائلا: سقوط النظام المصرفي اللبناني ليس بسبب ما يحكى عن سرقة او هدر بل لان هذا الامر كان مطلبا اسرائيليا ودوليا بالدفع نحو الانهيار، ثم انفجار مرفأ بيروت او "قصفه" او "تفجيره" من قبل جهة خارجية، (لان لا مصلحة لحزب الله ان يفجّر ذخيرته)، والهدف ليس فقط القضاء على قدرات حزب الله بل انهاء دور هذا المرفأ في ان يكون صلة الربط بين الشرق والغرب... وصولا الى حرب الاسناد التي خلقت منطقة عازلة حول الجنوب.

ويتابع المرجع: ما يحصل في سوريا ايضا ليس منفصلا عن هذا المسار، بحيث سقوط نظام الاسد واستلامه من قبل احمد الشرع وسط ظروف وصفقات دولية لم تتضح يهدف لمنع سوريا من العودة الى الحجم الذي كانت فيه قبل الثورة، اذ يبدو ان المطلوب ان تنتزع منها دولة درزية ستمتد من السويداء الى درعا الى جبل الشيخ وصولا الى البقاع الغربي في لبنان فالدامور، وأخرى علوية وثالثة كردية... فتبقى "الشام جزيرة" مطوقة.
وردا على سؤال، يعتبر المرجع انه اذا كان الهدف من الشرق الاوسط الجديد الاستقرار أو التعاون، فإن هذا الامر ما زال بعيد المنال، حيث التوترات تتصاعد في اكثر من منطقة.

ويختم: لا توجد دولة واحدة تتحكّم بالمنطقة، بل هناك عدة لاعبين من اميركا الى إيران فالسعودية وتركيا ومصر وبالطبع اسرائيل الى جانب تدخل متفاوت للصين وروسيا.. ما يجعل ان الفوضى وحدها ستبقى سائدة حتى اشعار آخر.