الصحافة

الهدف غامض... ومهمة الوفد المفاوض اللبناني ستكون دقيقة وصعبة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"كل هذه الضجة حول تكليف مدني اوعسكري او خبير او ديبلوماسي او سياسي لرئاسة الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية "الميكانيزم" لا قيمة لها على الاطلاق لان من يكون مفوضا من قبل الحكومة ومؤسساتها وبشكل خاص من قبل رئيس الجمهورية، يجب ان يعبر عن وجهة نظر الدولة اللبنانية فيمثلها كامل تمثيل"، هذا ما اوضحه وزير الخارجية الاسبق فارس بويز في معرض تعليقه على ما تردد في الايام الاخيرة عن تكليف السفير سيمون كرم بهذه المهمة، علما ان الاخير عين سفيراً للبنان في الولايات المتحدة يوم كان بويز وزيرا للخارجية في العام 1992.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم" اشاد بويز بالسفير كرم، مؤكدا انه صاحب عقل راجح وفكر سياسي وشخصية مؤهلة تماما لهذا الموقع، لكنه قال: الا ان المشكلة تكمن في الجوهر حيث هناك تناقض كبير في الرؤية بين الدولة اللبنانية واسرائيل، شارحا ان الدولة اللبنانية ذاهبة الى هذه المفاوضات بذهنية التفاوض حول وقف اطلاق النار او تثبيت القرار 1701 او اتفاق هدنة جديد، فيما اسرائيل لا بل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بشكل خاص يأتي اولا بذهنية الذهاب الى اتفاق سلام كامل والتطبيع، وثانيا فرض شروط قد تكون مستعصية لا بل مستحيلة على مستوى تقبلها من التركيبة اللبنانية.

واذ شدد على ان المهم في هذه المباحثات ان نحدد الهدف الذي ما زال حتى هذه الساعة غامضا، قال بويز: مهمة الوفد المفاوض اللبناني ستكون دقيقة وصعبة، اذ كيف سيتم التوفيق بين هاتين الحالتين.
وفي هذا السياق، ميّز بويز بين المفاوضات الحاصلة راهنا ضمن اجتماعات الميكانيزم، وبين المفاوضات السابقة، قائلا: الفارق كبير جدا فالعالم كان يدار بتوازن دولي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، اما الآن فقد غاب الطرف الثاني، مما ادى الى اختلال التوازن باتجاه سيطرة اميركية مطلقة، اضف الى ذلك انه في الماضي كان هناك نوع من الاستقلالية ولو الرمزية لسياسة الولايات المتحدة تجاه اسرائيل، فيما اليوم سياسة واشنطن في ظل ادارة الرئيس دونالد ترامب منحازة وتغطي تل ابيب بشكل كامل ومطلق.

وتابع: اسرائيل خاضت عدة حروب في السنتين الاخيرتين، من غزة الى لبنان وصولا الى ايران... خرجت منها قوية، كما ان تل ابيب لم تعرف حكومة على هذا المستوى من التطرف كما هي الحال مع نتنياهو.
ومن هنا، اعتبر بويز ان السؤال هو الى اين سيذهب نتنياهو في فرض الشروط، فهل ستكون مقبولة وتحترم سيادة لبنان وحقوقه، ام ستكون مستحيلة تؤدي الى هيمنة اسرائيلية دائمة ومستمرة وعدم اعادة الاراضي او المناطق المحتلة واستمرار الغارات والاعتداءات اليومية... فعندها ستصبح هذه المفاوضات سلبية ولن تنجح، فلبنان لن يقبل سلفا بعمليات استسلام.

وردا على سؤال، حذّر بويز من رفض اسرائيل لاي عودة الى الجنوب وبالتالي جعل منطقة جنوب الليطاني غير مأهولة وفارغة ليدخل جيشها ويخرج كيفما يحلو له، ما يعني انه على الاقل 400 الف شيعي يجب ان تستوعبهم بيروت. وسأل: ماذا لو طلب الاسرائيلي وجود مراقبين عسكريين في مرفأ بيروت ليعرفوا ما الذي يحصل فيه، او مراقبين في مطار بيروت، او حتى الاطلاع على التحويلات عبر مصرف لبنان وصولا الى الاطلاع على التشكيلات والتعيينات في الجيش اللبناني وعلاقات الضباط اللبنانيين بالقوى السياسية الاخرى؟... مكررا: عندها ستكون المفاوضات صعبة للغاية كون الشروط مستحيلة.

لذا خلص بوزير الى القول: علينا ان ننتظر مضمون المفاوضات، خصوصا وانه من باب الواقعية نقر ان لا مجال للبنان الا ان يتفاوض، مبديا خشية من طروحات تؤدي الى "انفجار لبنان" من الداخل، خصوصا وان نتنياهو لا يريد القرار 1701 وبنظره كل هذه الحروب ليست من اجل هدنة بل بهدف الوصول الى اتفاق سلام تطبيعي بشكل كامل، حيث تحظى اسرائيل على ضمانات من الجنوب الى المرفأ والمطار وصولا الى المصارف، مذكرا في هذا السياق ان "سيناء" عادت الى مصر منقوصة السيادة، وهذا ما ينطبق راهنا على سوريا حيث تم القضاء على كافة قدراتها العسكرية البرية والجوية والدفاعية، اذ منذ سقوط نظام الاسد تحول جيشها الى شرطة على الرغم من ان الرئيس احمد الشرع "صديق اسرائيل" ومنذ يوميه الاول في السلطة اعلن انه لا يريد مشاكل معها.

وختم قائلا: أُحذّر من ان نصطدم بشروط مستعصية، فالحالة الداخلية لا تحمل استسلاما بل السلام العادل والمتوازن.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا