الصحافة

بانتظار النفق... عبورٌ قاتل على ضهر البيدر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتكرّر المأساة والحوادث القاتلة على طريق ضهر البيدر التي شهدت في الأسابيع الماضية مشاهد مرعبة أدّت إلى سقوط ضحايا.

يعيد هذا الواقع ملف السلامة المرورية في لبنان إلى الواجهة، لا سيما شبكة المواصلات الدولية كطريق الشام التي يعبرها الآلاف يومياً، على الرغم من أنها شهدت مشاريع تأهيلية عدة قامت بها وزارة الأشغال على مدى السنوات الماضية، ما يثير التساؤلات حول سبب استمرار فقدان هذه الطريق لأدنى شروط الأمان.  

يشير رئيس الأكاديميّة اللبنانيّة الدوليّة للسلامة المروريّة كامل ابراهيم، في حديث لموقع mtv، إلى أن "المشكلة تكمن بأن وزارة الأشغال كانت تتعامل دائماً مع طريق ضهر البيدر بمبدأ "الترقيع"، ولم تعالَج يوماً المشكلة الحقيقية وتأمين السلامة المرورية عليها، من خلال اتخاذ إجراءات مستدامة ترفع من مستوى الأمان على الطريق من خلال تخطيط الطريق وتحديد المسارات وتجهيزها باللافتات المرورية المناسبة والعاكسات الضوئية، تأمين إنارة مستدامة، رفع البلوكات الإسمنتية القاتلة عن الطريق وإغلاق أقنية المياه وسواها".

ويعتبر أنه "من الطبيعي أن تتكرّر الحوادث عليها لأسباب كثيرة، أهمها غياب الرقابة من قِبل القوى الأمنية، غياب الرقابة على الشاحنات، عدم محاسبة السائقين المتهوّرين والمخالفين وغياب الإنارة ومستلزمات السلامة المرورية. وما حصل في السنوات الماضية من نقطة المديرج باتجاه شتورة بقاعاً ليس إلا ترقيعاً للزفت، وهذا لا يحلّ المشكلة والسير لا يزال متفلّتاً وفوضوياً على طول الطريق".

بالتزامن، يعود الحديث بين الحين والآخر عن مشروع نفق ضهر البيدر كحل جذري، وتقوم وزارة الأشغال بخطوات جدية على مستوى الدراسات المطلوبة لهذا المشروع، ولكن هل يحتمل الأمر الإنتظار؟

يعلّق ابراهيم: "هناك الكثير من الحلول المطروحة، من بينها إنشاء النفق المهم جداً، لكن هذا المشروع غير واقعي وسيستغرق سنوات عدّة لإنجازه في ظل ظروف البلد السياسية والاقتصادية، بينما المطلوب حلول في المدى القريب".

فما هي الحلول المطلوبة إذاً؟
يجيب: "على المدى المتوسّط يجب استكمال الأوتوستراد العربي وهو جزء أساسي من الحلّ لأزمة طريق الشام، لأن النقطة الأهم في المعالجة هي كيفية فصل خطَّي الذهاب والإياب من وإلى البقاع، لتجنّب وقوع حوادث تصادم أو انقلاب الشاحنات بسبب خلل ميكانيكي أو تهوّر السائقين وغيرها من المسببات، وهذا الحل يتطلّب تأمين التمويل اللازم غير المتوفّر حالياً".

ويستطرد: "الحادث الأخير المرعب قد لا يكون مرتبطاً فقط بعامل الطريق، فالشاحنات تتبع بغالبيتها لمؤسسات، وإذا كانت هذه الشركات تهتم كما يجب بإدارة سلامة أساطيل نقلها من خلال معاينة دورية لمركباتها واختيار سائقيها وتدريبهم على مخاطر الطرق في لبنان وكيفية التعامل معها، إضافة إلى مراقبتهم باستمرار، كان يمكن تفادي هذا الحادث وسواه بشكل كبير".

ويضيف "المقاربة يجب أن تكون شاملة، ما يستدعي إعادة المعاينة الميكانيكية والتشدد فيها، تشديد الرقابة الطرقية الغائبة كلياً ليس لتنظيم السير فقط إنما من أجل تطبيق القانون على المخالفين لردعهم. والأهم أن تركز وزارة الأشغال على الطرق الدولية كأولوية قصوى إذ يسلكها عشرات الآلاف يومياً، وإجراء دراسة واضحة حول كيفية ضمان السلامة المرورية على هذه الطرق بمعايير الطرق الآمنة قبل توزيع الأموال على البلديات والمناطق الداخلية رغم الحاجة، ولكن ضمن الأولويات".

ويتابع ابراهيم: "هذا الأمر ينطبق بشكل أساسي على ضهر البيدر الى حين إنشاء النفق أو استكمال الأوتوستراد العربي. فالحلول يجب تنفيذها الآن لأن واقع الطريق لا يحتمل انتظار النفق أو تأمين الأموال لاستكمال الأوتوستراد العربي رغم أهميته الاستراتيجية، وكي لا يلقى مصير مشروع توسعة أوتوستراد جونيه، الذي بدأ في العام 2018 ولا نعلم متى سيُعاد العمل به".

وطالب إبراهيم وزارة الاشغال بتغيير المقاربة لصيانة وتأهيل الطرقات الدولية، وفق المواصفات العالمية، لوقف مسلسل الموت بحوادث السير، والاتجاه نحو الحلول الاستباقية وألا تتحرك فقط كردات فعل من دون نتائج.
أما حول التحرّكات الأخيرة لبلديات ونوّاب البقاع ولقائهم رئيس الحكومة ووزير الأشغال، فيقول إبراهيم: المقاربة التي تم الإعلان عنها أثبتت عدم جدواها. حلولٌ ترقيعية غير علمية لواقعٍ مأساوي يدفع ثمنَه المواطنون من دون محاسبة المقصِّرين. وخير دليل على الحلول غير العلمية ما بدأت وزارة الأشغال بتنفيذه في اليومين الأخيرين، ابتداءً من جسر صوفر، من خلال وضع بلوكات إسمنتية متحرّكة لفصل الطريق في الاتجاهين كحلّ تجريبي. هذه البلوكات الصلبة تتحرك إذا اصطدمت بها المركبات، وتتحوّل بحركتها إلى زاوية قد تشكل مصدر خطر، وقد تتسبب بموت الركاب أكثر من مساعدتهم، كما حصل سابقاً على أوتوستراد شكا وطريق عجلتون مثلاً. وهذا الإجراء يخالف معايير السلامة المرورية، وخصوصاً على طريق تكثر عليها الانزلاقات وتسوء الرؤية عليها في فصل الشتاء. وطالب الوزارة بإزالة هذه البلوكات أو استبدالها بأخرى بلاستيكية مؤقتاً إلى حين اعتماد حلول علمية مستدامة.

يتشارك أهالي البقاع خطر العبور اليومي على طريق ضهر البيدر، كما الصرخة الموروثة من حكومة إلى أخرى، بينما الواقع ما زال على حاله لا بل أسوأ.

نادر حجاز - mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا