الصحافة

ترامب والتوازن الصعب في النظام الإقليمي الجديد؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ الأيام الأولى التي تلت عملية "​طوفان الأقصى​"، في السابع من تشرين الأول من العام 2023، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ​نتانياهو​ واضحاً في الهدف الذي أعلنه، أي السعي إلى تغيير وجه ​الشرق الأوسط​، إنطلاقاً من حجم الضربة التي كانت تل أبيب قد تعرضت لها في الهجوم، مستفيداً من حجم الدعم الدولي الذي حظيت به في تلك المرحلة، بالرغم من أنه تراجع لاحقاً بسبب المجازر التي إرتكبتها، لكن من دون أن يعني ذلك التخلي عن دعمها، لا سيما من قبل ​الولايات المتحدة​.

في الصورة العامة، يُنظر إلى الضربات العسكرية، التي تعرضت لها حركة "​حماس​" في قطاع غزة و"​حزب الله​" في ​لبنان​، على أساس أنها الأساس في مشروع تغيير وجه الشرق الأوسط، لكن في الوقائع العملية، التطور الأبرز يبقى التحول الذي سُجل في الساحة السورية، خصوصاً أنه قاد إلى نقل دمشق من موقع إلى آخر.

بناء على ذلك، تقرأ مصادر متابعة، عبر "النشرة"، تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام، إسرائيل من "عرقلة تطور ​سوريا​ إلى دولة مزدهرة"، بعد أيام قليلة على الإشتباك الذي وقع في قرية بيت جن، حيث أكد أن الولايات المتحدة "راضية جداً" عن النتائج التي تحققت في سوريا، مشيراً إلى أهمية أن تحافظ تل أبيب على حوار قوي وحقيقي مع دمشق، حيث تلفت إلى أن ذلك يعود إلى تباين واضح في النظرة إلى النظام الإقليمي الجديد، الذي من المفترض أن يحكم الشرق الأوسط في المستقبل.

هنا، تذهب المصادر نفسها إلى أن واشنطن، أو الأقل فريقاً داخل الإدارة الحالية، يعتبر أن إسرائيل، رغم النجاحات التي حققتها، لا يمكن لها أن تتجاهل مصالح باقي اللاعبين على الساحة الإقليمية، خصوصاً حلفاء واشنطن منهم، كتركيا والسعودية، وبالتالي إعادة رسم النظام المذكور من المفترض أن تأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار، على عكس ما يفكر فيه، على ما يبدو، نتانياهو، الذي يرى أن المعركة لم تنته بعد، بل لا يزال لديه الكثير من العمل الذي يجب أن يقوم به.

ما ينطبق على سوريا ينطبق أيضاً على لبنان، ولو بصورة مختلفة بعض الشيء، نظراً إلى أن المشهد لم يكتمل بالشكل الذي يرضي مختلف اللاعبين، الطامحين إلى المشاركة في النظام الإقليمي الجديد، حيث يبقى العنوان الرئيسي السعي إلى إخراج ​إيران​ من المشهد، في حين هم يعتبرون أن هذه المهمة أنجزت في دمشق مع سقوط النظام السابق، ولذلك تتمايز مواقفهم من الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل على لبنان عن تلك التي تطال سوريا.

هنا، تعود المصادر المتابعة إلى الساحة السورية لتوضيح المعادلة بشكل أدق، حيث تلفت إلى أن نتانياهو، الذي يعلن دائماً أنه هو من أسقط النظام السابق، لا يريد أن يكون له أي شريك في المعادلة، في حين أن واشنطن تعتبر أن من مصلحتها عدم تجاهل مصالح باقي اللاعبين الإقليميين، الذين يراهنون على السلطة الإنتقالية في دمشق لتحقيق مصالحهم، ولذلك يتم التغاضي عن كل الممارسات الخاطئة التي وقعت فيها.

بناء على ذلك تأتي المعادلة الأدق، من وجهة نظر المصادر نفسها، التي يعبر عنها تحذير ترامب، نظراً إلى أنه لا يستطيع تجاهل المصالح الإسرائيليّة، التي يرى نتانياهو أنّها لا تتحقق إلا من خلال الخيارات التقسيميّة التي تعطيه سيطرة طويلة الأمد، خصوصاً أنها تتعزز في هذه الساحة، لكن الرئيس الأميركي في الوقت ذاته يريد إرضاء باقي الحلفاء الاقليميين، الذين يخشون تداعيات ذلك عليهم.

في المحصّلة، ترى هذه المصادر أن ما تقدم هو الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى رفض الذهاب إلى إتفاق أمني مع سوريا، إلى جانب رفضه أي محاولة تسوية حقيقية في فلسطين، وتضيف: "لو كان المشهد في لبنان مكتملاً، كما يتمنى جميع هؤلاء اللاعبين الإقليميين، لكانت ظهرت أيضاً خلافات حول التوازنات التي يجب العمل وفقها".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا