هل يعود التيار الأزرق من بوابة انتخابات 2026؟
منذ فترة غير قصيرة، يسجل أحمد الحريري عودة هادئة إلى المشهد الداخلي لتيار المستقبل. حركة لا تشبه إعلانا سياسيا واضحا، بقدر ما تشبه محاولة لقراءة المزاج داخل البيئة الحريرية، واختبار مدى استعداد القواعد لمرحلة جديدة. الرجل الذي عرف دهاليز العمل التنظيمي في أصعب سنوات التيار، يبدو اليوم كأنه يعيد ترتيب أوراقه باتجاه دور يتجاوز موقع الأمين العام، وربما يفتح الباب أمام مشاركة انتخابية في استحقاق 2026، من دون أن يخرج بأي مواقف صريحة حتى الآن.
السؤال المطروح اليوم هو ما إذا كان هذا التحرك مقدّمة لعودة سياسية فعلية، أم مجرد محاولة لإعادة وصل ما انقطع بعد انسحاب سعد الحريري من الحياة العامة.
اولا: مرحلة ما بعد الانكفاء
منذ أن قرر سعد الحريري الابتعاد، وجد الشارع السني نفسه أمام فراغ كبير لم تنجح أي مجموعة أو شخصية في ملئه. تشتت الخيارات، وتوزعت المرجعيات، وظهرت مبادرات محلية لا تملك القدرة على لعب دور جامع. في هذا المناخ، عاد اسم أحمد الحريري ليتردد، باعتباره شخصية تمتلك رصيدا تنظيميا وشبكة علاقات داخل القواعد الحريرية يصعب تجاهلها.
لماذا يتحرك الآن؟
في الأسابيع الماضية ظهرت حركة لافتة داخل التيار: لقاءات، اجتماعات مناطقية، واعادة وصل بين منسقيات التيار. هذه الحركة لا تأتي من فراغ، وتوحي بأن قرارا ما يناقش خلف الكواليس. لا يزال اسم الحريري قادرا على تحريك الشارع في دوائر الانتخابية على الأقل. وفي ظل غياب شخصية سنية جامعة، يصبح الاسم بذاته نقطة ارتكاز.
وفي ظل التوتر الإقليمي وتبدّل خيارات القوى الكبرى، يبدو أن وجود لاعب سني معتدل وقادر على ضبط الشارع مسألة مرغوبة، وهذا ما يعطي أحمد الحريري هامشا للتحرك.
حتى الآن، لا إعلان ولا نفي. لكن ما يظهر هو التالي:
إعادة تنظيم هادئة، تواصل مع كوادر التيار، ومحاولة لخلق توازن سياسي من دون الدخول في صدامات أو رفع السقف. بمعنى آخر: بناء أرضية قبل أي خطوة علنية.
فرص النجاح والتحديات
لا شك ان رفيق الحريري لا يزال حاضرا، خاصة في بيروت وصيدا و اماكن التواجدالسني. فماكينة المستقبل الانتخابية من الأكثر خبرة في البلد، ويمكن تشغيلها بسرعة، اضافة الى غياب كتلة سنية موحدة يعطي أي حركة منظمة أفضلية في أكثر من دائرة. كما ان خطاب التيار الهادئ قد يجذب شريحة تبحث عن تمثيل لا يدخل في المغامرات السياسية.
وتواجه حركة احمد الحريري المستجدة عدد كبير من التحديات ابرزها:
1. بروز وجوه جديدة في طرابلس وصيدا والبقاع الغربي قد يشكل منافسة حقيقية.
2. الوضع المالي للتيار ليس كما كان، وأي حملة تحتاج موارد كبيرة.
3. غياب سعد الحريري يبقى العامل الأكثر حساسية، لأن حضوره الشخصي وحده كان يشكل نقطة قوة.
4. أي تحالف خاطئ في 2026 يمكن أن يقلب النتائج رأسا على عقب.
فترشح أحمد الحريري مباشرة، خصوصا في بيروت الثانية أو صيدا، يعني عودة واضحة للتيار، والدفع بأسماء حريرية أخرى، كوالدته السيدة بهية الحريري أو مقربين من العائلة، لإعادة اختبار الأرض من دون مواجهة مباشرة، هو خيار محتمل ايضا، وكذلك دعم مرشحين مستقلين قريبين من الخط الحريري، وهو خيار آمن لاختبار المزاج قبل العودة الكاملة.
والخلاصة هي ان عودة أحمد الحريري إن حصلت، ستكون محطة أساسية في رسم شكل التمثيل السني خلال السنوات المقبلة. فالانتخابات القادمة قد تعيد التيار الأزرق إلى قلب اللعبة، وقد تكون في الوقت نفسه محطة اختبار لا أكثر.
يبقى السؤال الذي لم يجب عنه أحمد الحريري بعد:
هل يريد احمد الحريري البقاء في الظل كأمين عام يدير التنظيم، أم يتجه إلى خوض المعركة بنفسه وإعادة فتح الباب أمام عودة كاملة للتيار؟
الأشهر المقبلة ستقول الكثير.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|