حراكٌ في عين التينة لتنظيم مسار التفاوض.. وبري: "الوضع منيح"
تسود مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة أجواء إيجابية لافتة، رغم حجم الضغوط التي يواجهها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بين متطلبات الجنوب وملفاته الثقيلة، وتعقيدات المرحلة السّياسيّة، ومساعيه الدائمة لجمع مختلف المكوّنات على قاسم مشترك يُبعد البلاد عن أي اهتزاز إضافي.
وبالرغم من الازدحام السياسي الذي شهدته عين التينة خلال الأسبوع الماضي، في إطار حركة تهدف إلى تنظيم المسار التفاوضي مع الرئيسين عون وسلام، بدا بري مرتاحاً للتطورات. وفي دردشة سريعة، خلال يوم سياسي مكتظ، ردّ على سؤال حول الوضع قائلاً: "الوضع منيح"، في إشارة واضحة إلى ارتياحه للاتجاه الذي يسلكه المسار السياسي والأمني في الوقت الراهن.
ارتياح يبدّد شبح التصعيد
يمسك بري بملف الجنوب كأولوية مطلقة، ويعمل عبر لقاءاته مع الموفدين والمبعوثين الدوليين على تثبيت التهدئة وإيجاد آليات واقعية لإعادة إعمار القرى المتضررة من الاعتداءات الإسرائيلية.
ووفق مصادر سياسية لـِ «المدن»، فإنّ التقدم الذي تحقق مؤخراً في المفاوضات، والمناخ الإيجابي الذي بدأ يطغى على القنوات الدبلوماسية، جعلا بري يعتبر أنّ شبح التصعيد تراجع إلى حدّ كبير، خصوصاً بعد موجة التهويل التي سبقت زيارة البابا.
هذا المناخ هو ثمرة مسار طويل من التنسيق السياسي بين بري والرئيس عون، حاول خلاله رئيس المجلس الإبقاء على خطوط التواصل مفتوحة منعاً لأي انزلاق، وينقله زوّار عين التينة بوضوح، وآخرهم وليد جنبلاط ونجله تيمور، اللذان شددا خلال لقائهما بري على ضرورة تحديد أطر واضحة للتفاوض مع إسرائيل. وأعاد جنبلاط الأب التأكيد على متانة العلاقة مع بري، واصفاً إياه بـ«الصديق والحليف التاريخي».
وتشير مصادر مطلعة إلى أن لقاءات بري–جنبلاط تبقى من الأكثر سلاسة في الحياة السياسية اللبنانية، وقد تطرقت هذه المرة أيضاً إلى ملف الانتخابات النيابية، حيث شدد المجتمعون على ضرورة إجراء الانتخابات «ولو تأخّرت»، باعتبارها استحقاقاً لا يمكن إسقاطه.
الانتخابات في موعدها… لكن الحسابات دقيقة
تؤكد أجواء عين التينة إصرار رئيس مجلس النواب على إجراء الانتخابات في موعدها، متمسكاً بالقانون الحالي باعتباره نافذاً وواجب التطبيق إلى أن يُعدَّل.
غير أن مصادر نيابية قريبة من بري تشير لـ«المدن» إلى أن مشروع قانون الانتخاب المحال من الحكومة لا يزال أمامه مسار طويل في اللجان. وتستبعد المصادر إنجاز درس المشروع قبل آذار، وهذا ما يجعل إدخال تعديلات كبيرة أمراً شبه مستحيل.
أما احتمال التأجيل، فتراه المصادر قائماً بنسبة خمسين في المئة، تبعاً للظروف السياسية وقدرة القوى على التفاهم في الوقت المحدد. وفي حال جرت الانتخابات في موعدها، تُرجّح المصادر التوجّه نحو صيغة تقضي بأن يقترع المغتربون للـ128 نائباً من لبنان حصراً.
التفاوض خيار وحيد لمرحلة شديدة الحساسية
وتختم مصادر سياسية مقرّبة من عين التينة أنّ البلاد تمرّ في مرحلة هي من الأكثر حساسية في تاريخها الحديث، ولا مخرج منها سوى بالتفاوض المنظم والحوار المسؤول، خصوصاً في ظل الرغبة الدولية الظاهرة في مساعدة لبنان على تثبيت الاستقرار وتجنّب أي مواجهة واسعة.
جاسنت عنتر - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|