إسرائيل تعيد هندسة الجبهة.. جنوب لبنان يدخل مرحلة "الاحتكاك الدقيق"
حلفاء ترامب منقسمون.. هل تتعارض إزاحة مادورو مع عقيدة "أمريكا أولاً"؟
تصاعدت التوترات بين مؤيدي الرئيس دونالد ترامب في ميامي حول سياسة الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، وسط دعوات بعض الأعضاء من أصول فنزويلية وكوبية لاتخاذ إجراءات صارمة لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو.
ويعتبر هؤلاء أن الحكومة الفنزويلية تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، ويطالبون ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، معتبرين أن الإطاحة بمادورو ستعزز أهداف حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" فيما يتعلق بمحاربة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، بحسب "واشنطن بوست".
لكن هذا الموقف يواجه رفضًا من جناح "أمريكا أولاً" داخل الحزب الجمهوري، الذي يرفض التدخل العسكري في الخارج، معتبرًا أن الانخراط في فنزويلا قد يبعد ترامب عن وعده بتقليل المشاركة الأمريكية في الصراعات الدولية.
ويشير الخبراء الإستراتيجيون إلى أن هذا الانقسام يحمل مخاطر سياسية كبيرة، إذ يمكن أن يؤثر في مكاسب الحزب بين الناخبين من أصل إسباني في جنوب فلوريدا، الذين شكّلوا عاملًا حاسمًا في نجاح ترامب في انتخابات 2024.
الضغوط العسكرية والسياسية على إدارة ترامب
أعادت الإدارة الأمريكية تأكيد موقفها الصارم تجاه فنزويلا، معتبرة أن حكومة مادورو متورطة في تهريب المخدرات وتمثل تهديدًا أمنيًّا.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تعزيز وجود القوات الأمريكية قبالة السواحل الفنزويلية، إلى جانب موافقة الرئيس ترامب على عمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية، وإمكانية شن ضربات جوية، رغم عدم الإعلان عن إرسال قوات برية.
وفي المقابل، يحذر معارضو التدخل من أن الإجراءات العسكرية قد تؤدي إلى صراعات طويلة الأمد وخسائر بشرية كبيرة، وأنها قد تشتت الانتباه عن الأولويات الداخلية مثل تحسين الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية.
وبرزت أصوات من داخل الحزب الجمهوري، مثل السيناتور راند بول والنائبة مارجوري تايلور غرين، التي اعتبرت أن التركيز على تغيير النظام في فنزويلا يشكل تشتتًا عن القضايا المحلية المهمة، وقد يضر بالحزب في انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
يأتي هذا في وقت يُنظر فيه إلى فنزويلا على أنها دولة حليفة لكوبا وتمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، وهو ما يزيد من الحساسية الجيوسياسية للموقف الأمريكي ويضفي طابعًا إستراتيجيًّا على أي قرار بالتدخل.
ويؤكد وزير الخارجية ماركو روبيو، المنحدر من أصول كوبية، الدورَ المحوري لمواجهة الأنظمة اليسارية في فنزويلا وكوبا في صياغة سياسة ترامب الخارجية تجاه أمريكا اللاتينية.
الاعتبارات الانتخابية وتأثيرها في الجمهوريين
يشكل دعم أو رفض التدخل في فنزويلا قضية انتخابية حاسمة في ميامي، حيث يمثل الناخبون من أصول إسبانية أكثر من 60% من سكان المقاطعة.
ويرى بعض القادة المحليين، مثل: خوان بوراس ورافائيل بينيرو، أن إطاحة مادورو ستعزز مكانة الحزب الجمهوري بين الجاليات الفنزويلية والكوبية، وتعيد الوفاء بتعهدات حملة ترامب بالدفاع عن حريتهم.
في المقابل، يخشى مؤيدو جناح "أمريكا أولًا" أن يؤدي التركيز على فنزويلا إلى تراجع دعم الحزب بين الناخبين غير المتحمسين للتدخل العسكري، وأن يُضعف قاعدة ترامب التقليدية في الجنوب والوسط الغربي.
ويشير مؤيدو التدخل إلى أن الإطاحة بمادورو ستشكل مكسبًا مزدوجًا، تحقيق أهداف الأمن القومي الأمريكية وتعزيز النفوذ الانتخابي للحزب في ميامي وفلوريدا على نطاق أوسع.
وفي ظل هذا الانقسام، يبدو أن إدارة ترامب أمام تحدٍ مزدوج، الموازنة بين ضغوط مؤيديها من أصول لاتينية، الذين يطالبون بالتحرك لإزاحة مادورو، وبين قيادات الحزب التي ترفض أي تدخل عسكري خارجي، في حين يظل تأثير هذا الملف في انتخابات 2026 محوريًّا بالنسبة لإستراتيجية الجمهوريين للحفاظ على المكاسب التي حققوها في ميامي خلال السنوات الأخيرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|