السوريون يحتفلون بذكرى سقوط نظام الأسد في دمشق بينما لا يزال حاكماً في بيروت!

يحتفل السوريون بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام آل الأسد في سوريا، وهو حدث أحدث تغييراً كبيراً على مستوى الشرق الأوسط عموماً، وعلى صعيد خلط أوراق النفوذ الدولي المنتشر في المنطقة.

يتحكّم بلبنان

هذا بالنسبة الى سوريا والمنطقة والعالم. أما بالنسبة الى لبنان، فنجد الواقع الذي يقول لنا إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد غادر دمشق الى روسيا في 8 كانون الأول 2024، وخرج من السياسة السورية والشرق أوسطية والعالمية، هو ومجموعة حكمه كلّها، وذلك بينما لا تزال رؤيته وأفكاره وطموحاته وتطلّعاته السياسية والأمنية... موجودة في لبنان، وتتحكم بكل شيء فيه، وتمنع قيام دولة حقيقية وفعّالة على الأراضي اللبنانية.

سقوط الدولة "الوفيّة"...

فالصورة الكبيرة والواضحة تُظهر للعالم كلّه أن دولة الأسد لا تزال موجودة في لبنان، وهي عابِرَة للمناطق والطوائف والمذاهب، إذ تتألّف من مسيحيين ودروز وسُنّة وشيعة... وهي دولة "وفيّة" لنظام سقط في دمشق.

فالى أي مدى باتت الحاجة ماسّة لسقوط هذه الدولة اللبنانية "الوفيّة"، كمقدمة لتغيير لبناني جذري وجوهري وفعّال؟ ومتى يحين موعد التغيير اللبناني الكبير؟

أقدم منظومة

شدد مصدر سياسي على أن "المنظومة اللبنانية باتت أقدم منظومة موجودة في العالم اليوم، وما عادت توجد أنظمة أو سلطات من عمرها في أي مكان تقريباً، بينما لا تزال هي حاكمة في لبنان، وتتقاسم المغانم فيه وبواسطته. وهذا أمر أساسي يجب استيعابه بفاعلية على المستوى اللبناني".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه المنظومة استطاعت أن تتغلّب على كل أنواع المخاطر والضغوط الخارجية، وعلى حروب متعددة، وعلى دول المنطقة والعالم، كما على الانهيار المالي والاقتصادي والفقر الذي جلبته للشعب اللبناني. وهي منظومة استطاعت أن تستمر، وبقيَت موجودة رغم كل ما فعلته، وكل الظروف".

وختم:"هذه المنظومة كانت تستغلّ نظام آل الأسد في سوريا لتحقّق مصالحها، تماماً كما كان يستغلّها هو أيضاً لتحقيق مصالحه. ومن المهمّ أن يتذكر اللبنانيون ذلك جيداً وبشكل دائم. ونظراً للزمن البعيد الذي تعود له تلك المنظومة، ولقدرتها على الاستمرار، فإنه ليس مُتاحاً ولا مُمكناً إبعادها عن السلطة. فهذه مسألة صعبة جداً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"