الصحافة

ماذا بين أورتاغوس وبارّاك.. وبين أمل والحزب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين إصدار القصر الجمهوريّ بيان تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض في الناقورة، وكلام المبعوث الأميركيّ توم بارّاك عن ضرورة الحوار مع “الحزب”، ساعات قليلة لا أكثر. لماذا قرّر بارّاك أن يتحدّث عن أهميّة دور “الحزب” في أيّ حوار للوصول إلى حلّ ما دامت واشنطن رحّبت بالقرار اللبنانيّ الأخير؟

طُرِح هذا التساؤل مع الكثير من علامات الاستفهام عن تباينات بدأت تبدو واضحة بين الثنائيّ حركة “أمل” و”الحزب” من جهة، وتباينات بين فريقين في الإدارة الأميركيّة من جهة ثانية.

هل يؤدّي ذلك إلى عرقلة مهمّة السفير كرم، الذي ينقل عنه أصدقاؤه أنّه غير متمسّك بمهمّته إذا لم تحظَ بإجماع وطنيّ أم صعد لبنان إلى قطار التفاوض المباشر السياسيّ، وليس التقنيّ فقط، مجنِّباً نفسه التصعيد الكبير؟

قبل إعلان اسم السفير سيمون كرم، عملت أورتاغوس، بعد عودتها إلى الملفّ اللبنانيّ، على ترسيخ فكرة التفاوض المباشر مع إسرائيل. هذا ما أصبح معلوماً بعدما كثرت الدعوات والمطالبات بالتفاوض الذي يتجاوز الجانب العسكريّ عبر دخول عناصر مدنيّة إلى اللجان.

في معلومات “أساس” أنّ عمل أورتاغوس لم يكن فقط على خطّ بعبدا، بل كان أيضاً على خطّ عين التينة تحديداً، بناءً على قناعتها بضرورة ضمّ الرئيس نبيه برّي إلى فريق العمل انطلاقاً من أهميّة دوره في البيئة الشيعيّة.

بالتزامن مع ذلك، عمل القصر الجمهوريّ بالتنسيق التامّ مع رئيسَي المجلس والحكومة، وحصلت اجتماعات عدّة مع السفير كرم، ثمّ جرى تواصل أخير على هامش زيارة الحبر الأعظم لبنان. جرى الاتّفاق على إعلان ذلك صباح اليوم التالي لمغادرة البابا ليون الرابع عشر.

جاءت ردّة فعل واشنطن إيجابيّة ومرحّبة، بينما بقيت إسرائيل على حذرها من أن تكون الخطوة هروباً إلى الأمام، من دون أن تُحرز نتائج نوعيّة في التفاوض على نزع سلاح “الحزب” وإجراء حوار اقتصاديّ على تثبيت الحدود والمنطقة الحدوديّة التي تمتدّ من البحر إلى شبعا، والتي كُتِب عنها في موقع “أساس” سابقاً.

نقاط بارّاك على أورتاغوس

أمّا بارّاك، انطلاقاً من تجربته في الملفّ اللبنانيّ، فاختار هذا التوقيت بالذات ليسجّل نقاطاً على نظيرته أورتاغوس:

1- على مستوى إدخال الرئيس برّي في العمل من دون الأخذ بعين الاعتبار دور “الحزب” المركزيّ في الموافقة أو الرفض، وبالتالي إحباط المسعى.

2- على مستوى سقوط كلّ المبادرات اللبنانيّة في لعبة شراء الوقت منذ الردّ اللبناني على ورقة بارّاك وصولاً إلى يومنا هذا.

الخلاصة الأهمّ أنّ لبنان نجح في تجميد رسائل التصعيد التي وُجِّهت للدولة تحديداً، فيما يتشكّك الفريق القريب من الرئيس دونالد ترامب في نجاح هذه الخطوة، من دون إجهاض حظوظها تماماً.

بعد إعلان تسمية السفير سيمون كرم، قال الرئيس نبيه برّي للزميل نقولا ناصيف في موقع “أساس” بعد حوالي 24 ساعة من الإعلان، إنّه لم يكن على علم بالاسم، لكنّ الأهمّ هو نجاح المهمّة في مضمونها. بعد ذلك، عاد زوّار الرئيس برّي ونقلوا عنه موافقته على الاسم.

تزامناً مع الإشكاليّة التي طُرِحَت على خلفيّة معرفة أو عدم معرفة برّي بالاسم، قال السياسيّ محمد عبيد نقلاً عن رئيس الجمهوريّة: “الرئيس عون أبلغني أنّ الرئيس برّي كان يعلم بالاسم”. في هذا الكلام تأكيدٌ أراده الرئيس أن يكون واضحاً على اعتبار أنّ نجاح مهمّة السفير كرم يستوجب حصولها على إجماع رئاسيّ على الأقلّ.

قالت مصادر سياسيّة لـ”أساس” إنّ هذا الخبر سبَّب إشكاليّة كبيرة في الوسط الشيعيّ، على اعتبار أنّ هذا التفاوض ليس تقنيّاً، بل مدنيّ سياسيّ بامتياز. صحيح أنّها ليست المرّة الأولى التي يُعيِّن فيها لبنان شخصيّة مدنيّة للمشاركة في التفاوض، لكن في هذه المرّة ليست المهمّة محصورة بخبير في الشؤون النفطيّة أو الحدوديّة، بل بسفير من الصفّ الأوّل معروف بمواقفه السياسيّة، على الرغم من تكليفه رسميّاً من “الدولة اللبنانيّة”.

بناءً على هذا المعطى، قالت مصادر “الحزب” لـ”أساس” إنّه غير معنيّ بهذه التسمية ولم يعرف بها قبل حصولها. وبالتالي “الحزب” الذي قال إنّه يقف خلف الدولة في التفاوض البحريّ، يقول اليوم إنّه غير معنيّ بأيّ تفاوض خارج حدود الليطاني.

ماذا يعني هذا الكلام؟

عطفاً على كلام توم بارّاك عن ضرورة الحوار مع “الحزب” وعدم القدرة على سحقه عسكريّاً، بدأت كواليس السياسة اللبنانيّة تتحدّث عن إمكان أن يفتح “الحزب” قنواته الخاصّة للتفاوض، لا سيما أنّ العلاقة بين الثنائي ليست على ما يرام، على الرغم من حرص الرئيس برّي على عدم استفزاز “الحزب” وبيئته.

تلقَّف “الحزب” كلام بارّاك هذه المرّة بإيجابيّة على قاعدة أولى هي: “إذا كان تقاسم الأدوار بين الثنائي يسير وفق معادلة “السلاح لـ”الحزب” والدولة لـ”أمل”، يريد “الحزب” اليوم الدخول إلى الدولة مقابل التخلّي عن السلاح. ليس هذا المعطى بعيداً عن دوائر واشنطن، ولذلك لم يأتِ كلام بارّاك من فراغ.

بين عمل أورتاغوس وكلام بارّاك، وبين عمل الرئيس برّي وموقف “الحزب” تقاطعات مختلفة ستبدأ تداعياتها بالظهور قريباً في مسارات مختلفة.

أيّ مسار سيجد طريقه إلى النجاح؟

يبقى السؤال مشروعاً على أبواب العام الجديد، تاريخ انتهاء مهلة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانيّة جنوب الليطاني، بانتظار جلسة تفاوض مهمّة مُنتظَرة في التاسع عشر من كانون الثاني المقبل.

جوزفين ديب - اساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا