الكالتشيو: بوليسيتش يقود ريمونتادا ميلان المذهلة امام تورينو
لبنان السوري أم لبنان الإسرائيلي؟
مجال لأي انفجار ايديولوجي، أو أي انفجار استراتيجي، بين الولايات المتحدة واسرائيل. قد يحدث افتراق آني أو تكتيكي تفرضه تقلبات الظروف أو تقلب الساحات. وهذا ما يظهر أمامنا الآن. بعض المعلقين في اليمين التوراتي يعتقدون أن دونالد ترامب الذي تحكمه فلسفة الصفقات يمكن «أن يبيعنا للسعوديين أو للايرانيين مثلما يحاول أن يبيع أوكرانيا للروس».
ولكن ألا تظهر الصفقات التي يعقدها، أو الخطوات التي يقوم بها، الرئيس الأميركي هي لمصلحة الدولة العبرية. آخر ما نقله موقع اكسيوس أنه يدرس مبادرات تركز على تقديم حوافز اقتصادية للبنان وسوريا في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة لاقامة علاقات مع اسرائيل (أم لتسليم رؤوسنا الى اسرائيل اذا ما أخذنا بالاعتبار الهوة التكنولوجية التي تفصل البلدين عنها؟).
في وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» التي أطلقها البيت الأبيض في 4 كانون الأول الجاري، وهي وثيقة الزامية منذ عام 1986 ، كلام على الشرق الأوسط الذي اعتبرته الوثيقة «اقليمياً تراجعت ضروريته الاستراتيجية للولايات المتحدة... ودون أن يفقد اهميته بالكامل». واذا كان السناتور لندسي غراهام قد وصف اسرائيل بـ«لؤلؤة الله في الأرض التي وجد فيها ابراهيم وموسى وداود»، أوردت الوثيقة ان «امدادات النفط العالمية، وأمن اسرائيل، عبر مضيق هرمز وباب المندب والبحر الأحمر (دون ذكر قناة السويس)، ما زالت تعتبر مصالح حيوية تستوجب حضوراً عسكرياً وسياسياً أميركياً»، دون التطرق الى ملف الغاز في شرق وجنوب المتوسط، وحيث الخطة الاسرائيلية بادارته وتسويقه عبر اليونان، لا عبر تركيا، الى أوروبا...
اذاأ... مصير لبنان وسوريا رهن بأمن اسرائيل (وغاز اسرائيل). وبعدما كان توم براك قد هدد بالحاق لبنان بـ «بلاد الشام»، أكد في «منتدى قطر» على «جمع لبنان وسوريا» باعتبارهما ينتميان الى حضارة رائعة. ولكن هل يدري كيف تعامل البلدان وهما عراة مع جدلية الأزمنة، وكذلك مع ديناميات القرن، وحيث الجنون الطائفي، والجنون القبلي، تعدى بالكثير الكثير حدود الدم، بعدما كانت وحدة البلدين حلم القوميين العرب والقوميين السوريين في زمن «التألق القومي»، ليتعاطى السوريون مع بعضهم بالسواطير لقطع الرؤوس، واللبنانيون بالفؤوس لقطع الرؤوس...؟
فتات قبلي وفتات طائفي عندما يعلن بنيامين نتنياهو أمام الملأ، وفي اطار شعاره «تغيير الشرق الأوسط»، انه في مهمة روحية هي اقامة «اسرائيل الكبرى»، ما يعني، تلقائياً ازالة لبنان وسوريا من الخريطة، ما دامت الدولة لا دولة والمجتمع لا مجتمعا. وكان براك، بديبلوماسية الحرباء (بعدما قلنا بديبلوماسية الغراب) قد صرح بأن كل قرارات الغرب بشأن الشرق الأوسط منذ سايكس بيكو كانت خاطئة. هل يتجرأ المبعوث الأميركي، اللبناني الأصل، على القول ان «الخطأ الأكبر» بل و «الخطيئة الكبرى» انشاء اسرائيل على هامش اتفاقية سايكس ـ بيكو لتقاسم النفوذ في المنطقة بين البريطانيين والفرنسيين ؟
وكان هنري كيسنجر قد وصف لبنان بـ "الفائض الجغرافي» الذي يمكن استخدامه في تسوية أزمات المنطقة، ورأى فيه آرييل شارون «الخطأ التاريخي» كونه هدية رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو الى البطريرك الماروني الياس الحويك أثناء مؤتمر فرساي عام 1919. الاثنان غابا عن المسرح، ولقد آن الأوان ليغيب لبنان عن الخريطة، بعدما وضعنا براك أمام هذين الخيارين : لبنان السوري أو لبنان الاسرائيلي.
تلقائياً نستذكر أن وزير خارجية عربي كان يظهر بيننا كما تظهر الأفاعي في شقوق الجدران، رأى أن الصيغة اللبنانية، القائمة على التوازن الهش، والهجين، بين الطوائف قد أثبتت فشلها، وهي آيلة حتماً الى السقوط لتسقط معها الدولة عاجلاً أو آجلاً. من هنا ضرورة توطين اللاجئين الفلسطينيين، والنازحين السوريين، لكي تتشكل طائفة مركزية تدور حولها الطوائف الأخرى. هذا الاقتراح لاقى صدى من بعض أصحاب القرار في واشنطن، باعتبار أن هذه أفضل وسيلة لاحتواء «حزب الله». الأحرى لتحرير لبنان من القبضة الايرانية.
كلام براك لا بد أن يثير الانتباه لندق ناقوس الخطر. ماذا في الرأس الأميركي بعد قول براك باستحالة نجاح اسرائيل في نزع سلاح «حزب الله» بالقوة، وعن عدم اقدام الجيش على «نزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بالقوة والموت» ؟ جمعنا مع سوريا كيف، وبعدما بات واضحاً اصرار ترامب على أن يكون عام 2026 عام السلام الشامل بين دمشق وتل أبيب، وان الرئيس أحمد الشرع لن يبقى مكانه اذا لم يتحقق ذلك...؟
الحاقنا بسوريا كيف ؟ بالاحتلال العسكري أم بالتفجير الداخلي أم بطريقة الوزير السابق ملحم رياشي (عبالي ضمه لقلبي)، لنبقى عند تساؤلنا الى اين بعدما التقى ترامب ونتنياهو على مسألة تغيير الشرق الأوسط، وان كان الأول ينظر الى المنطقة كحالة عقارية، والآخر كحالة توراتية. في الحالتين لسنا سوى قوافل عابرة للصحارى وعابرة للأزمنة. متى لم يقاتل (ويقتل) العرب العرب، ومن ضفاف المتوسط الى جبال صعدة، مروراً ببلاد الرافدين. ومن نهر النيل الى سفوح الأطلس مروراً بـ«وادي الحياة» ؟
ألم يصلِّ الحاخامات لـ «الملائكة المدمرة» لكي «تمحقنا كديدان بشرية». لا داعي للصلاة. أيها الحاخام ديفيد يوسف والحاخام كالمان بير، اننا نمحق بعضنا بعضا. مصيرنا ؟ اسألوا توم براك...!!
نبيه البرجي -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|