عربي ودولي

كابوس إسرائيل يتعمّق: "طوق نار" جديد يتشكّل في سوريا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حسب تقرير موسّع نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وأعدّه الصحافي ألي ليئون، تتصاعد المخاوف داخل إسرائيل من التمدّد التركي المتسارع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسط تقديرات بأن النفوذ التركي قد يحلّ محلّ النفوذ الإيراني، ما يفتح الباب أمام واقع أمني جديد تعتبره تل أبيب بالغ الخطورة.

ويشير تقرير "معاريف" إلى أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ردّ على ما نشرته الصحيفة السعودية "الشرق الأوسط" حول تفاهمات سورية–إسرائيلية بوساطة أميركية، قائلاً إنّ المعلومات الواردة "أخبار كاذبة بالكامل". غير أنّ التقرير الإسرائيلي يكشف أنّ الوساطة الأميركية بين دمشق وتل أبيب أفضت بالفعل إلى صياغة اتفاق أمني مكتوب، كان يُفترض توقيعه خلال اجتماعات الأمم المتحدة في أيلول الماضي، إلا أنّ بنيامين نتنياهو رفض التوقيع عليه في اللحظة الأخيرة.

ويتابع تقرير "معاريف" أن إسرائيل ازدادت قلقاً بعد بروز مؤشرات على استخدام تركيا لمطار حماة العسكري لنقل معدات لوجستية نحو قاعدة تركية قيد الإنشاء في حمص، وهو ما دفع إسرائيل إلى استهداف المطار عسكرياً في آذار الفائت. وتجنّباً لصدام مباشر، رعت أذربيجان لقاءات تقنية بين الطرفين للتوافق على "قواعد اشتباك" تمنع مواجهة مفتوحة.

ويضيف الصحافي ألي ليئون في تقريره أنّ التطورات طُرحت أيضاً في لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في تموز 2025، حيث كشف ترامب عن مكالمة هاتفية هنّأ فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلاً: "أخذتَ سوريا"، ليجيبه أردوغان: "نعم، أخذتها". نتنياهو، وفق التقرير، عبّر عن رفضه الشديد لإقامة قواعد تركية في سوريا، فيما شجّعه ترامب على "حلّ الأمور مع أنقرة".

ووفق ما تنقله "معاريف"، تعرض أنقرة نفسها اليوم كمهندس أساسي في سقوط نظام الأسد يوم 8 كانون الأول 2024، إذ صرّح وزير خارجيتها هاكان فيدان أنّ تركيا نجحت في إقناع روسيا وإيران بعدم التدخل لمنع سقوط النظام. مشهداً آخر حمَل رمزية كبيرة ظهر حين زار رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين دمشق بعد أيام من التغيير وصلّى في الجامع الأموي، تطبيقاً لوعد قديم أطلقه أردوغان عام 2011.

ويؤكد تقرير ألي ليئون أنّ تركيا باتت تتحرك لتثبيت نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي في سوريا بسرعة لافتة: إعادة فتح السفارة في دمشق، افتتاح القنصلية في حلب، إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع الجيش السوري الجديد لمحاربة داعش، توقيع مذكرة تعاون عسكري، فتح المعابر الحدودية، وإطلاق خطة لرفع صادراتها إلى سوريا إلى أكثر من ملياري دولار بحلول نهاية العام.

ويكشف تقرير "معاريف" أنّ تركيا تقود أيضاً جهوداً دولية لرفع العقوبات الأميركية، خصوصاً "قانون قيصر"، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأميركي أعلن رفع العقوبات في أيار الماضي بطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس أردوغان، فيما عقد وزير الخارجية التركي سلسلة اجتماعات في واشنطن لدفع المسار ذاته.

ويضيف التقرير أنّ تركيا تسعى إلى إعادة هيكلة الملف الكردي داخل سوريا، إذ جرى توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي في 10 آذار الماضي، بهدف تفكيك البنية العسكرية للقوات الكردية ودمجها ضمن مؤسسات الدولة. هذه العملية انسجمت أيضاً مع دعوة زعيم الـPKK عبد الله أوجلان في شباط الماضي للتخلي عن السلاح.

ويخلص تقرير ألي ليئون في "معاريف" إلى أنّ إسرائيل ترى في هذه التطورات "طوق نار" يطوّقها من الشمال، وسط صعود لاعب إقليمي جديد في سوريا يمتلك قوة عسكرية واقتصادية وارتباطاً مباشراً بالبيت الأبيض، ما يجعل المرحلة المقبلة شديدة الحساسية بالنسبة للمنطقة وتحديداً بالنسبة لإسرائيل.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا