رهان على العوامل الخارجية مع استمرار تعثر الحل داخلياً وجدل حول الجلسة «الرئاسية» العاشرة.. حوار أم انتخاب؟
مسار جديد للحراك السياسي في لبنان ترتب على مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قمة الرياض «العربية ـ الصينية»، كما على زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الدوحة، ما عزز الرهان على العوامل الخارجية في اجتراع الحلول بعد تعثر المحاولات الداخلية، على مختلف الصعد.
ولا تفسير غير هذا لزيارة ميقاتي إلى بكركي صباح أمس، حيث حرص على ان يكون أول نشاط له بعد العودة من الرياض لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، بوصفه المرجعية المسيحية الوطنية الأولى، ليضعه في الأجواء المستجدة، وليبرر له دعوة حكومة تصريف الأعمال للاجتماع ومناقشة الطرح البطريركي بتدويل الحلول اللبنانية.
المصادر المتابعة رأت في زيارة ميقاتي للبطريرك الراعي مباشرة فور عودته من الرياض رسالة مفتوحة للرئيس السابق ميشال عون، ولوريثه السياسي رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، كرد مباشر على زيارتيهما بكركي، ومحاولتهما إقناع الراعي بلا دستورية ولا ميثاقية الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، وحثه على رفض المراسيم التسعة التي أقرت في تلك الجلسة، عملا بسابقة المراسيم التي صدرت عن حكومة فؤاد السنيورة، التي وصفها الرئيس نبيه بري يومها «بالبتراء» بعد استقالة الوزراء الشيعة منها، ووضعت في أدراج مجلس النواب.
وكان الرد ان مراسيم حكومة السنيورة وضعت في الأدراج بسبب غياب الميثاقية عنها، مع غياب الوزراء الشيعة، أما حكومة ميقاتي الحاضرة فقد انعقدت بحضور كل المكونات الطائفية في لبنان، بمعزل عن مقاطعة جبران باسيل وتياره.
وسيكون لميقاتي لقاء قريب مع الرئيس بري لوضعه في أجواء لقاءاته الخارجية، ومواكبة ترتيبات الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس، وما يترافق مع هذه الترتيبات من جدلية الحوار والانتخاب الرئاسي، في آن معا، حتى تتمخض الجلسة المفتوحة عن رئيس، فهناك من يريد الحوار حوارا صرفا، والانتخاب انتخابا وحسب، والمسألة بين مجلس النواب وبكركي، فالمجلس يستعد لجلسة حوارية يحضر لها الرئيس بري، تجنبا للفشل النيابي المكرر، وهو ينتظر رد تكتلي لبنان القوي والجمهورية القوية ليبنى على الشيء مقتضاه، بينما يتبادر السؤال عما إذا كان الراعي سيتولى جمع القيادات المسيحية للتفاهم على اسم الرئيس.
«القوات اللبنانية» ترى ان فريق الممانعة شوه مفهوم المقاومة كما شوه مفهوم الحوار الذي حولوه من ضرورة مطلقة بين البشر إلى مسألة لا مجدية، إذ كيف يمكن التحاور مع فريق يتمسك بسلاحه الذي يحول دون قيام الدولة.
وفي تقريرها اليومي، اعتبرت ان ثمة من يلجأ للحوار رفضا للضغوط على نفسه، باللجوء إلى حوارات فلكلورية، لا جدية كسبا للوقت أو كسرا للعزلة أو لرفع السقف.
وخلصت «القوات» إلى التأكيد على ان اللقاءات الثنائية والبعيدة عن الأضواء وحدها الكفيلة بالوصول إلى النتيجة المرجوة.
باسيل، وفي اطلالته التلفزيونية مساء الأحد، سعى إلى امتصاص غضب حزب الله حيال ما وصف بالتطاول على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من خلال حديثه عن تراجع «الصادقين» عن وعودهم حيال انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، والتملص من هذا الكلام واستبداله بعبارات ملطفة.
وتزامن توقيت اطلالة باسيل مع زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى قطر، والتي لا يمكن تجاهل مفاعيلها على الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من حصر جدول أعمالها بالدعم القطري للجيش اللبناني.
ولم يبد باسيل حماسة لتحويل جلسة الخميس الانتخابية إلى جلسة حوار، تلبية لدعوة الرئيس بري، على الرغم من مهادنته حزب الله والتراجع عن اتهامه بعدم المصداقية.
خلاصة اطلالة باسيل تعكس رغبته بالاعتذار من السيد نصرالله، مع الحرص على تأكيد رفضه المسير بسليمان فرنجية أو العماد جوزاف عون، فيما لاح من كلامه التفصيلي ان تحالف مار مخايل بين «الحزب» و«التيار» على المحك والظاهر عمليا «انه خدم عسكريته» كما يبدو.
النائب غسان حاصباني قال لإذاعة «صوت كل لبنان» إنه لا مشكلة لدى القوات اللبنانية بالمشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وقال ان الحركة التي يقوم بها جبران باسيل تأتي في إطار رفع سقف المفاوضات لاسيما مع حليفه حزب الله.
أما النائب بلال عبدالله، عضو اللقاء الديموقراطي اللبناني، فأكد ان الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا ان الحوار الداخلي أكثر إفادة.
عمر حبنجر - الأنباء الكويتية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|