كانون الثاني شهر التصعيد وليس الحلول
يقارب الوزير السابق كريم بقرادوني المرحلة الراهنة بكثير من الحذر، ويعتبر أن شهر كانون الثاني المقبل سيكون بالغ الدقّة والخطورة، وسيشهد تصعيداً وليس حلولاً، "لأن إسرائيل في الميدان هي أقوى مما ستكون عليه ديبلوماسياً".
ويقول لـ "الديار" ان "المرحلة الحالية اليوم بمرحلة أقرب ما تكون إلى مرحلة 17 أيار من العام 1983، لا بل أكثر، لأن 17 أيار كان في الأساس اتفاقاً أمنياً، وحالياً المفاوضات الجارية تذهب باتجاه اتفاق سياسي، وهو أصعب من الإتفاق الأمني، بمعنى أن ما لم يحصل في 17 أيار ليس من الضرورة أن يحصل في كانون الحالي الجاري".
وعما اذا كانت المفاوضات الجارية ستكون بداية الحل، ينفي ذلك، لأنه "بالنظر إلى المفاوِض الأقوى والذي هو "إسرائيل"، فهي لا تفاوض بل أنها تراعي الظروف الأميركية من أجل التصعيد وليس للتفاوض، وأرى أن الشهر المقبل سيكون صعباً، لأنه سيشهد تصعيداً وليس حلولاً، لأن "إسرائيل" في الميدان هي أقوى مما تكون عليه ديبلوماسياً وتفاوضياً، في حين أن المفاوِض اللبناني جيد. وبالتالي، فإن "إسرائيل" تعمل دائماً على إيجاد أمر واقع مناسب لها في المفاوضات، بمعنى أنها تفاوض وتعمل ميدانياً كي يؤثّر الوضع الميداني على المفاوضات".
وعن الحدّ الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه لبنان في هذه المفاوضات، لا يرى أن لبنان في موقع تفاوضي جيد، "لأن من يعجز عن حل مشكلة داخلية كمسألة ودائع اللبنانيين، وهي مشكلة لبنانية ـ لبنانية، ليس بإمكانه حل مشكلة انسحاب "إسرائيل" أو سلاح حزب الله، وهي مشاكل إقليمية. فلبنان لا يملك مشروعاً في المنطقة من خلال المفاوضات ليواجه المشروع الإسرائيلي، لأن الحرب في لبنان ليست مشروعاً لبنانياً، وكذلك بالنسبة للسلام، فدور الدولة اللبنانية هنا كبير، لكنها لا تملك مشروعاً للمواجهة".
وعما إذا كانت انطلاقة المفاوضات قد أخّرت الحرب، يعتبر أن "زيارة البابا لاون الرابع عشر قد جمّدت التصعيد الإسرائيلي لفترة، لكنها لم تجمّده بالمطلق، ولهذا السبب، فإن زيارة البابا كانت ناجحة على مستوى التفاف اللبنانيين على بعضهم البعض في استقبال البابا، الذي كان واضحاً في مواقفه وتكلم عن السلام. وبالتالي، فإن السلام مطلوب من الدولة اللبنانية، إذا كنا نريد الذهاب بمنطق البابا، لذا على الدولة أن تفسّر ما هو السلام الذي ترتضيه، لأن هناك عدة وجهات نظر تتعلّق بالسلام، فما هو السلام الذي تطرحه الدولة اللبنانية في المفاوضات المتعدّدة الجوانب، ولست أكيداً بأنه لدى الدولة طرحاً واضحاً حول موضوع السلام قابل لأن يكون متعدّد الجوانب".
وهل هذا يعني أن لزيارة البابا تردّدات سياسية، يقول "إن البابا ظهر بمظهر الذي يريد إنهاء الحرب وإحلال السلام، وهذا عنوان سياسي، ما جعل من زيارته سياسية بامتياز".
وعن قراءته لتكليف السفير السابق سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني في "الميكانيزم"، يعتبر أن "كرم هو صديق على المستوى الشخصي، ولديه تجربة ديبلوماسية كبيرة، فهو كان سفير لبنان في الولايات المتحدة، ويمتهن اللعبة الديبلوماسية، وخياره هو خيار جيد، ولكن ليس بإمكاننا تحميل كرم نتائج تريدها إسرائيل".
وعن هدف "إسرائيل" من التفاوض، يرى بقرادوني أنه "على المستوى الإقليمي، "إسرائيل" تريد الأرض، ولن تقبل بفكرة الدولة الفلسطينية. أما على المستوى الدولي، فهي تريد أن تكون دائماً إلى جانب واشنطن وأن لا تخسر هذه الورقة. من هنا، فإن دور الولايات المتحدة مهم كثيراً، لا سيما وأنها أرسلت سفيراً يعرف لبنان جيداً، ويعرف حدود السياسة الأميركية جيداً، وأعتقد أن الدولة اللبنانية في هذه المفاوضات هي الأضعف، بالرغم من وجود مفاوضين لبنانيين جيدين، وأن القرار يبقى بيد الدولة التي لم تثبت بعد أن لديها مشروعاً، فمن يريد مواجهة "إسرائيل" يجب أن يكون لديه مشروعاً موازياً للمشروع الإسرائيلي".
فادي عيد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|