أسعار السلع تجاوزت سعر الدولار... مقارنة لتطور الأسعار وسعر الصرف بين 2019 و2025
"الرجل الأكثر وحشية في نظام الأسد… مطالبات دولية ولبنان يجهل مكانه"
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، مقالًا تحت عنوان: "مطاردة المنفّذ الأكثر وحشية في نظام الأسد"، وجاء في متن المقال: "على مدى 13 عامًا من الثورة والحرب، رسّخ نظام بشار الأسد سجلًا غير مسبوق من الوحشية في القرن الحادي والعشرين، عبر اختفاءات قسرية طالت عشرات الآلاف وتسوية أحياء كاملة بالأرض. ومع انهيار النظام أخيرًا، انطلقت مطاردة واسعة لأحد أبرز منفّذي هذه الانتهاكات: اللواء جميل الحسن، الرئيس السابق لشعبة المخابرات الجوية.
الحسن، الذي يُعد أبرز مهندسي حملة العقاب الجماعي لسحق الانتفاضة—كان خلال سنوات الحرب رمزًا لسياسة القبضة الحديدية. ويستعيد شادي هارون، أحد قياديي احتجاجات الربيع العربي في سوريا، لقاءه الأول مع الحسن عام 2011 بعد اعتقاله، حين هدده الأخير قائلاً: "سأستمر في القتل لإبقاء بشار الأسد في السلطة… سأقتل نصف الشعب إن اضطررت."
رجل القمع الأول
كان للحسن دور محوري في قمع الاحتجاجات، إذ أجازت المخابرات الجوية بأوامره قصف الأحياء المدنية، ولعبت دورًا في الهجمات الكيميائية، ومارست التعذيب والاختفاء القسري على نطاق واسع. وتشير شهادات جمعتها "لجنة العدالة والمساءلة الدولية" (CIJA) إلى أنه وصف المحتجين عام 2011 بأنهم "إرهابيون يجب القضاء عليهم".
وفي مقابلة مع وكالة روسية عام 2016، اعتبر الحسن أن استخدام العنف من البداية كان كفيلًا بمنع تطور التمرد، مستشهدًا بمجزرة تيانانمن في الصين: "لو لم تُحسم الفوضى، لضاعت الصين."
من صيدنايا إلى المحاكم الدولية
تعدّد شهادات المعتقلين الذين مرّوا بسجون المخابرات الجوية صنوف التعذيب التي تعرضوا لها، من الصعق الكهربائي إلى الحرق بالأسيد، تحت إشراف الحسن أو بأوامر مباشرة منه. ويؤكد ناجون مثل شادي هارون: "كان ذا شخصية سيكوباتية."
وتُظهر صور "قيصر" المسربة وفاة 352 معتقلًا داخل منشآت المخابرات الجوية بين 2011 و2013، فيما تشير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى اختفاء أكثر من 160 ألف شخص خلال سنوات الحرب.
وفي داريا، إحدى أبرز بؤر الاحتجاج، نفّذ عناصر المخابرات الجوية حملة قمع شرسة امتدت لعامين، وارتبط اسم الحسن مباشرة بعمليات الاعتقال والقتل.
مطاردته… بين لبنان والعدالة الدولية
بعد سقوط النظام في ديسمبر الماضي، فرّ عدد من كبار مسؤولي الأسد، فيما لجأ بشار الأسد وزوجته إلى روسيا. ويُعتقد أن الحسن اختبأ في لبنان حيث بدأ بعض ضباط النظام السابقين إعادة تشكيل شبكات دعمهم.
وأكد مسؤول فرنسي إرسال بلاده وسوريا طلبات رسمية إلى بيروت لاعتقاله، بينما قال مسؤول قضائي لبناني كبير إن السلطات لا تملك معلومات مؤكدة حول مكان وجوده.
اليوم، يُعد الحسن من أخطر المطلوبين لجرائم الحرب عالميًا:
فرنسا أدانته غيابيًا بالسجن المؤبد.
ألمانيا أصدرت مذكرة توقيف بحقه عام 2018.
الولايات المتحدة تتهمه بتعذيب وخطف مواطنين أمريكيين، وتلاحقه الـFBI منذ نحو عقد.
شيكاغو شهدت إصدار لائحة اتهام ضده بتهمة التآمر لارتكاب جرائم حرب.
وقال عبد الباسط عبد اللطيف، رئيس "اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية": "كل سوري سيكون سعيدًا إذا اعتُقل… يداه ملطختان بدمائنا."
من حماة إلى المزة… سيرة ضابط ظل
وُلد الحسن عام 1953 في القصير قرب الحدود اللبنانية، ضمن الطائفة العلوية. وتدرج في الجيش خلال عهد حافظ الأسد، وشارك عام 1982 في قمع تمرد الإخوان المسلمين في حماة، وهي العملية التي اعتبرها لاحقًا "قرارًا صائبًا".
وبعد وراثة بشار الأسد الحكم عام 2000، توسّع نفوذ الحسن حتى تسلّم قيادة المخابرات الجوية عام 2009، الجهاز الأكثر سرية وتأثيرًا ضمن المنظومة الأمنية السورية، والمسؤول عن ملفات حساسة بينها جانب من البرنامج الكيميائي.
ومع اندلاع الاحتجاجات عام 2011، شارك الحسن في وضع خطة أمنية لقمعها، تضمنت توجيهات باستخدام القناصة وحصار المدن والقصف الجوي، بهدف تقديم نموذج مشابه لما جرى في حماة قبل عقود.
ضحايا يتحدثون… ودوائر المحاسبة تتوسع
من بين الشهادات المروعة تلك التي قدمتها دينا كاش، التي اعتقلت بعد زوجها وعاشت مع عناصر المخابرات في منزلها لمدة 26 يومًا قبل الزج بها في سجن المزة. وتقول إنها تحدثت مع الحسن هاتفيًا، وإنه كان يحدد نوع التعذيب لكل معتقل أو معتقلة.
كما يروي يزن عواد، الطالب السابق، أنه عُلّق من معصميه وتعرض لصعق كهربائي وحُبس في زنزانة مكتظة "كأننا معكرونة"، قبل أن يهرب إلى ألمانيا ويقدّم شهادته التي أسهمت في إصدار مذكرة الاعتقال الألمانية.
"أحد مهندسي منظومة التعذيب"
يصفه المحامي الألماني باتريك كروكر بأنه "من كبار مهندسي منظومة التعذيب"، محمّلًا إياه أعلى مستويات المسؤولية عن آلاف الوفيات.
وتتابع الـFBI عملها، مؤكدة: "نواصل طلب مساعدة الجمهور لتحديد مكان جميل حسن."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|